قضية غريبة اثارت الكثير من الجدل وافضت إلى تغيرات كبيرة |
- " قاتل .. مجرم .. سحقا لك " .. صرخ أحدهم بغضب بينما كان رجال الشرطة يقتادون المتهم وسط حشود غفيرة ازدحمت عند المدخل المؤدي إلى قاعة المحكمة, رجال ونسوة من مشارب وأعمار شتى وقفوا هناك وقد وحدتهم مشاعر السخط والنقمة , أرادوا إلقاء نظرة عن كثب على الرجل الذي روع البلاد بجريمته الشنعاء , وأجزم بأن العديد منهم تفاجئوا بما رأوه , إذ لم يكن تيموثي ايفانز يشبه القتلة في شيء , مجرد النظر إليه كان كافيا لأن يبعث في النفس شعورا مريرا بالشفقة , فهو رجل ضعيف البنية , ذو وجه أبله مذعور , يعرج قليلا في مشيته بسبب إصابة قديمة في كاحله ..
هل هذا هو القاتل ؟! .. هذا المسخ الضئيل هو حقا من وقفنا في البرد ساعات طويلة من أجل رؤيته ؟ .. تساءل أحدهم بخيبة أمل فيما كان تيموثي يشق طريقه بين الجموع محاطا برجال الشرطة وقد بدا مرعوبا من تلك العيون التي تنظر إليه شزرا.
قال بخيبة أمل : هل هذا هو القاتل ؟! |
و سيق تيموثي إلى حتفه صباح يوم 9 آذار / مارس عام 1950 , كان مرعوبا ولم تحمله قدماه فحمله السجانون إلى حجرة الإعدام ليضعوه أمام الجلاد الشهير ألبرت بيريبوينت الذي سرعان ما طوقت يداه الخبيرتان عنق تيموثي بالحبل غير مباليا بصرخاته المتوسلة : "بريء .. والله بريء" .. فهي كلمة طالما سمعها الجلاد العجوز من أفواه الرجال والنساء الكثيرين الذين طوق أعناقهم بحبله الرهيب حتى لم تعد تعني له شيئا .. وما هي إلا دقائق معدودة حتى هوى تيموثي بالحبل وتدلى جثة هامدة , وسريعا حملوا جسده النحيل إلى الفناء الخلفي لسجن بنتونفيل حيث كانت تنتظره حفرة صغيرة دحرجوه إليها ثم أهالوا التراب وغادروا على عجل .. وهناك .. في ذلك الفناء الموحش الكئيب , رقد تيموثي ايفانز في قبر حقير بلا شاهد .. انتهت حياته البائسة أخيرا , لكن قصته الغريبة لم تنتهي , ولن تنتهي حتى تهز بريطانيا بأسرها ..
والآن وقد عرفنا نهايته .. دعونا نعود إلى بدايته لنعرف أصل الحكاية .
.
.
.
يتبع
.
.
.
يتبع