منتدى سيف الله للإبداع

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد, يشرفنا أن تقوم بالدخول وذلك بالضغط على زر الدخول إن كنت عضوا بالمنتدى.أو التسجيل إن كنت ترغب بالإطلاع على مواضيع المنتدى والمشاركة في أقسام المنتدى فقط إضغط على زر التسجيل و شكرا لك

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى سيف الله للإبداع

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد, يشرفنا أن تقوم بالدخول وذلك بالضغط على زر الدخول إن كنت عضوا بالمنتدى.أو التسجيل إن كنت ترغب بالإطلاع على مواضيع المنتدى والمشاركة في أقسام المنتدى فقط إضغط على زر التسجيل و شكرا لك

منتدى سيف الله للإبداع

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى سيف الله للإبداع

منتدى سيف الله للإبداع


    حتى تخرج من السوق رابحاً

    SeIfElLaH
    SeIfElLaH
    مجلس المدراء
    مجلس المدراء


    الأوسمة : حتى تخرج من السوق رابحاً 0ea39110
    عدد المساهمات : 4497
    نقاط : 6387
    تاريخ التسجيل : 22/03/2010
    العمر : 47

    حتى تخرج من السوق رابحاً Empty حتى تخرج من السوق رابحاً

    مُساهمة من طرف SeIfElLaH السبت فبراير 14, 2015 12:08 pm

    المقدمة
    الأسواق في غالب الأحيان موضع يقل فيه ذكر الله تعالى، ويغلب عليه الوقوع في المحرمات، وإنما كان كذلك لأن الناس يشغلهم فيه التبايع والعَرْضُ والطلب وما قد يداخل ذلك من المنهيات، يشغلهم كل هذا عن ذكر الله.


    ومما يؤيد هذا: ما ثبت في صحيح مسلم ([1]) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها».


    وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: «لا تكونَنَّ إن استطعت أول من يدخل السوق، ولا آخر من يخرج منها؛ فإنها معركة الشيطان، وبها ينصب رايته» رواه مسلم في صحيحه([2]).


    العلماء والنبلاء وحالهم مع الأسواق

    النصوص المتقدمة وما في معناها، مع ما هو مشاهد من المنكرات في الأسواق، جعل كثيرًا من النفوس الكريمة تصدُّ عنها، وتكره المجيء إليها، ولئن كان ذلك سائغًا في حق عامة الناس، فإنه ليس على إطلاقه في حق أهل الحسبة، وهكذا أهل العلم وأهل الوجاهة والفضل لدى حاجتهم لنزول الأسواق، فإنه ومع كون الأسواق على الصفة المشار إليها آنفًا في الغالب الأعم، فإنه لا تثريب على أهل العلم والفضل أن يُرَوا فيها، وأن يأتوها لحاجاتهم الدنيوية أو لمقاصدهم الشرعية، وذلك أن عامة البشر تدعوهم الحاجة لهذا الأمر. كما أن أهل الأسواق بحاجة لمن يقوِّمهم إن أخطؤوا، ولمن يذكِّرهم إذا نَسُوا.


    ولهذا قال الرَّبُّ سبحانه: }وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ{[الفرقان: 20].


    قال الحافظ ابن كثير رحمه الله عند تفسير هذه الآية: «يقول تعالى مخبرًا عن جميع من بعثه من الرسل المتقدمين: إنهم كانوا يأكلون الطعام ويحتاجون إلى التغذي به }وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ{ أي: للتكسب والتجارة، وليس ذلك بمنافٍ لحالهم ومنصبهم، فإن الله جعل لهم من السِّمَات الحسنة، والصفات الجميلة، والأقوال الفاضلة، والأعمال الكاملة، والخوارق الباهرة، والأدلة القاهرة، ما يستدل به كلُّ ذي لُبٍّ سليم وبصيرة مستقيمة على صدق ما جاؤوا به من الله عزَّ وجلَّ». انتهى([3]).


    وكذلك كان نبينا عليه الصلاة والسلام يغشى السوق ويمُرُّ به، كما صحَّت بذلك الأخبار عنه عليه الصلاة والسلام.


    وكذلك كان فضلاء هذه الأمة كالأئمة المهديين والخلفاء الراشدين وغيرهم من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الصالحين.
    ولكن يتعين في حق أهل الفضل والعلم، وخصوصًا رجال الحسبة، أن يوجهوا الناس وينصحوهم ويدلوهم على الخير، وأن ينكروا ما يرونه من المنكرات، وأن يَدْعوا الناس ويوجهوهم بالحكمة والموعظة الحسنة، هكذا كان هديه عليه الصلاة والسلام، وكذلك حُفظ عن السلف الصالح، وشواهد ذلك كثيرة متعددة.


    المعصوم صلى الله عليه وسلم مع أهل السوق

    بل إنه عليه الصلاة والسلام كان يتعهد أهل السوق بطيب نصحه وجوامع كلمه، يحدثنا عن هذا قيس بن أبي غرزة رضي الله عنه حيث يقول: كنا نبيع بالبقيع، فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنا نُسَمَّى السماسرة فقال: «يا معشر التُّجَّار – فسمانا باسم هو خيرٌ من اسمنا – ثم قال: إنَّ هذا البيع يحضره الحلف والكذب فشُوبُوهُ بالصدقة» رواه أهل السنن الأربع([4])، وصححه العلامة الألباني رحمه الله تعالى.


    وجاء في رواية الترمذي: «يا معشر التُّجَّار، إن الشيطان والإثم يحضران البيع فشُوبُوا بيعكم بالصدقة».




    أهل الحسبة وضرورة وجودهم في الأسواق

    في ضوء ما تقدم: فإن أهل الحسبة ورجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لهم من المزية والخصوصية في الأسواق ما يتعين به عليهم أن يشملوا الأسواق والمتسوقين بخيرهم ونصحهم، وذلك بتوجيه الناس إلى المساجد عند النداء بالصلاة، والأخذ على أيدي المتخلفين، وبتحذير النساء من التبرج والسفور ومباعدتهن عن مواطن الريب ودفع أذى الفساق عنهن، ونحو ذلك من أعمال البِرِّ والتقوى والإحسان.


    ومن المهم جدًا أن يلاحظ في وجود الأسواق وتأسيسها أن تُخصص مكاتب مناسبة لتكون مقرًا لأهل الحسبة ومنطلقًا لآداء عملهم وتنفيذ برامجهم التوجيهية، تدعمهم في ذلك المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد.


    وينبغي على أهل الحسبة ألا يأنفوا، ولا يستحسروا من قيامهم بهذا الواجب، فإن فضله عظيم، وأثره كبير، فكم حفظ الله بهم من العورات، وكم باعد الله بسببهم بين المعرضين وبين ما أمرتهم به أنفسهم الأمَّارة بالسوء. بارك الله في أوقاتهم وأعمارهم.



    ([1])رقم (671). وقد جاء بلفظ آخر عند أحمد والبزار والحاكم عن جبير بن مطعم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أحب البقاع إلى الله المساجد، وأبغض البقاع إلى الله الأسواق» وحسنه الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» (4/340).

    ([2])رقم (2451).

    ([3])تفسير القرآن العظيم (6/100) ط دار طيبة، بتحقيق الشيخ: سامي السلامة.

    ([4])سنن أبي داود (3326). جامع الترمذي (1208)، سنن النسائي (7/14 و 15 و 247) برقم (3798) و (3800) و (4463). سنن ابن ماجة (2145) المسند (4/6 و 280) برقم (16179) و (16180 – 16184) و (18490) قال الترمذي رحمه الله: حديث قيس بن أبي غرزة حديث حسن صحيح.
    SeIfElLaH
    SeIfElLaH
    مجلس المدراء
    مجلس المدراء


    الأوسمة : حتى تخرج من السوق رابحاً 0ea39110
    عدد المساهمات : 4497
    نقاط : 6387
    تاريخ التسجيل : 22/03/2010
    العمر : 47

    حتى تخرج من السوق رابحاً Empty رد: حتى تخرج من السوق رابحاً

    مُساهمة من طرف SeIfElLaH السبت فبراير 14, 2015 12:13 pm

    المسلمون يفضلون الأسواق المحفوظة بحفظ الآداب

    مما يبشر بالخير ويَسُرُّ الخاطر أن الناس اليوم إذا لاحظوا أن السوق يتردد عليه رجال الحسبة، ويقومون فيه على حفظ الآداب الشرعية؛ رغَّبهم ذلك في ارتياد السوق وشراء حاجياتهم منه كلما أرادوا التسوق، وخاصة لدى مجيء النساء أو بعض الأسر لشراء حاجياتهم، فمشاهدتهم لرعاية الآداب والأخلاق يورثهم مزيدًا من الطمأنينة والارتياح النفسي.


    ذلك أنَّ الأصل في عامة أهل الإسلام حرصهم على الخير وتباعدهم عن الشر، وإذا علموا أن مكانًا كالسوق قد يخالطه بعض الأخطاء في مجالات عدة، ولكن سيكون فيه من يسعى لرعاية الآداب والإعانة على العناية بها؛ فسيجعلهم يفضِّلون هذا المكان على مكان آخر مثله ولكن لا تراعي فيه هذه الآداب.



    بشارة وهديَّة

    ومن المناسب هنا أن نضمن هذه الكلمات بشارةً عظمى وهديةً كبرى نزفُّها مجلوةً في أبهى حُلةٍ لإخواننا من أهل الحسبة، ولعموم المسلمين، وذلك بدلالتهم على فرصة عظيمة يفرط فيها أكثر الناس، هذه البشارة وتلك الهدية هي دعوتهم للمتاجرة بالملايين.


    نعم إنها تجارةٌ ولكنها من نوع آخر لا يدركه أكثر الناس، تجارة يتعامل فيها المخلوق مع الخالق، والكسب فيها يكون بالحسنات ورفع الدرجات وحلول الجنات.


    فدونكم – أيها الفضلاء ويا أيتها الفضليات – هذه الصفقة الرابحة والتي من خلالها يكسب العبد (مليون حسنة) ويمحى عنه (مليون سيئة) ويُرفع عند الله (مليون درجة) جملةً واحدة، ويمكنه تكرار ذلك.. بيان ما تقدم في الحديث التالي:


    روى الترمذي في «جامعه»([1]) وأحمد في «مسنده»([2]) وغيرهما([3]) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورَفَعَ له ألفَ ألفِ درجة».


    جاء في رواية عند الترمذي([4]) وابن ماجه([5]) وأحمد([6]) بدلاً من «رَفَعَ له ألفَ ألفِ درجة» قوله: «وبنى له بيتًا في الجنة».


    والحديث احتج به عدد من أهل العلم، منهم البغوي والمنذري والشوكاني والألباني([7]) رحمهم الله جميعًا وجمعهم في الجنة.
    قال بعض أهل العلم: لما كان السوق موطن غفلة، والذاكر فيها قليل؛ عظَّم الله ثواب من ذكره فيها، وخاصة بتلك الكلمات العظيمة المشتملة على توحيده جل وعلا وحمده وتمجيده، والله سبحانه يصيب برحمته من يشاء، لا راد لفضله، ولا معقب لحكمه.


    همَّةٌ عالية.. ونفسٌ راغبة

    وإذا أردت أن تقف على نموذج من نماذج الهمم العالية والنفوس الراغبة فيما عند الله والدار الآخرة، فاقرأ عما كان من قتيبة بن مسلم رحمه الله فاتح بلاد المشرق وأحد الأبطال الشجعان، ومن ذوي الحزم والدهاء والرأي والثراء، وذلك لدى سماعه بهذا الحديث.


    فقد جاء في رواية الدارمي أنَّ أحد الرواة وهو محمد بن واسع رحمه الله قال: "قدمت خراسان، فلقيت قتيبة بن مسلم، فقلت: إني آتيك بهدية، فحدَّثْتُه – يعني بحديث السوق – فكان يركب في موكبه فيأتي السوق، فيقوم فيقولها، ثم يرجع".


    فانظر إلى حرص ذلك الأمير الكريم، والبطل الشجاع، كيف أنه صار من عادته أن يخرج بموكبه بما فيه من الوزراء والحرس والمستشارين وغيرهم من الحاشية، فلم تمنعه تلك الأُبَّهة من الحرص على نيل ما جاء من الوعد الكريم في ذلك الحديث، وقد فاز بإذن الله وأفلح بحرصه على الخير وعمله من أجله.


    وبعد... فدونك هذه الخيرات العظيمة وتلك التجارة الرابحة يا أيها المحتسب... ويا من احتجت للسوق، فاحتسب أجرك عند الله بهداية الناس وإسداء الخير إليهم، مع الإكثار من ذكر الله في السوق وقَولْ ذلك الدعاء، وأبشر بربح التجارة... تجارة ليس كمثلها تجارة.


    ولهذا كان بعض السلف يعمد إلى السوق لا لحاجة إلا لأجل أن يسلِّم على الناس ويذكِّرهم بالله.


    ومما جاء في هذا ما رواه البخاري في «الأدب المفرد»([8]) أن الطفيل بن أبي بن كعب رحمه الله كان يأتي عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فيغدو معه إلى السوق، قال:" فإذا غدونا إلى السوق لم يمرَّ عبد الله بن عمرو على سَقَّاط([9]) ولا صاحب بيعة ولا مسكين ولا أحد إلا يسلِّم عليه.


    قال الطفيل: «فجئت عبد الله بن عمر يومًا فاستتبعني إلى السوق، فقلت: ما تصنع بالسوق وأنت لا تقف على البيع، ولا تسأل عن السلع، ولا تسوم بها، ولا تجلس في مجالس السوق! فاجلس بنا ها هنا نتحدث، فقال لي عبد الله: يا أبا بطن – وكان الطفيل ذا بطن – إنما نغدو من أجل السلام، نسلِّم على مَنْ لقينا».


    حتى لا تخسر!!

    أخي المتسوِّق – أختي المتسوِّقة:
    ينبغي تكميل هذا الخير وحفظه، وذلك بالتباعد عما قد يهدمه أو يذهب ثوابه مما قد يكون من بعض الناس في السوق من المخالفات الشرعية، فينبغي الحرص على المكاسب الطيبة وتجنب المحرمات والمشتبهات، والحذر من كثرة الحلف.


    كما ينبغي الحذر من الخلوة المحرمة بين الرجال والنساء، التي قد تقود لأنواع من المشكلات والحسرات.


    ويتعين على الرجال والنساء الغض من أبصارهم امتثالاً لأمر الربِّ جل وعلا. وينبغي على النساء الحذر من نزول السوق بالزينة التي تلفت الأنظار إليهن، سواء أكانت في أبدانهن أم لباسهن، أم بروائح الطيب أم بطريقة اللبس، وهكذا طريقة الكلام مع الباعة ينبغي أن تكون بالكلام المعروف، بعيدًا عن الخضوع بالقول الذي قد يجنح بها إلى التغنج أو ترقيق الصوت الذي قد يُطمع مرضى القلوب بها، أو رفعها صوتها بما يخرجها عن وقارها.


    إلى غير ذلك من الآداب التي يدركها أهل الإسلام متى انتهضت هممهم للعمل بها، وقد بيَّنها العلماء فيما صنَّفوه في أبواب الآداب والفضائل.


    وفَّق الله الجميع لما فيه الخير، وصلى الله على نبينا محمد

    ([1])رقم (3428).

    ([2])(1/47) رقم (327).

    ([3])الدرامي (2692)، الحاكم (1/723) رقم (1976). الطبراني في «المعجم الكبير» (12/300) برقم (13175).

    ([4])رقم (3429).

    ([5])سنن ابن ماجه رقم (2235).

    ([6])الموضع المتقدم.

    ([7])ينظر: شرح السنة (5/133) والترغيب والترهيب (2/531) وتحفة الذاكرين (ص179) و «تخريج أحاديث الكلم الطيب» (ص117) وللشيخ المحقق سليم بن عيد الهلالي جزاه الله خيرًا= =رسالة نافعة عنوانها: «القول الموثوق في تصحيح حديث السوق» طبع دار السلف بالرياض، عام 1415هـ.

    ([8])رقم (1006) وصححه العلامة الألباني رحمه الله فيه.

    ([9])وهو الذي يبيع سقط المتاع وهو رديئه وحقيره.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 11:34 am