بيان الأخطاء في الأذان والإقامة
والبدع القولية والفعلية ([size=24][1])[/size]
الأذان من شعائر الإسلام الظاهرة، «وعليه هيبة يشتد انزعاج الشيطان بسببها؛ لأنها لا يكاد يقع في الأذان رياء ولا غفلة عند النطق به»([size=24][2]).[/size]
وهو العبادة التي اختصت من بين العبادات بالجهر بها في كل يوم وليلة خمس مرات، ومع ذلك فقد نالها من الإحداث أمر عجيب، قبل الأذان، ومعه، وبعده، وكذا في الإقامة، سواء كان ذلك من المؤذن أم من غيره وقد بلغت هذه البدع والمحدثات في الأذان والإقامة نحو المائة، قولية، وفعلية، وكان نصيب البدع القولية منه في باب الدعاء والذكر نحو ستين محدثة وقد صار لبعضها من الشيوع والانتشار، ما يعادل شهرة الأذان، وانتشاره في بعض الآفاق، حتى كانت بعض تلك المحدثات من الملقبات، مثقل: «التسويد»، والتصلية([size=24][3])، و «التلحين»، و «التثويب»، و«التفكيرة»، و «الترقية»، و «التنعيم» قبل الأذان، و «التنعيم» بعد الإقامة، و «أمة خير الأنام»، و «التوحيش»، و «التأمين»، و«التصبيح»، و «التذكير» في مواضع، و «التسبيح» في مواضع، و«الترضي»، و «الإنشاد»، و «التبرير»، و «الجوق»، و«الصمدية»، و «التحضير».[/size]
وبيان ما أحدثه الناس من بدع في الأذان والإقامة – وهو إما لحديث لا يصح أو أنه لم يرو في الباب شيء أصلاً – وهو على ما يأتي:
* أولا: قبل الأذان:
أحدث الناس من القرن السابع فما بعد بدعًا ومحدثات، قبل الشروع في الأذان، منها:
1- التنعيم: أي قول: «نعم» يقولها المؤذن قبل دخول وقت العصر خاصة بنحو نصف ساعة ويقصدون بها: تذكير الغافل عن أداء صلاة الظهر بقرب انتهاء وقتها، وقرب دخول وقت العصر ليؤديها.
والتنعيم عند الإقامة: حينما يقول المؤذن في إقامته: «قد قامت الصلاة» يقول سامعه: «نعم قامت الصلاة» وهذه اللفظة: «نعم» لا أصل لها، فهي بدعة في الموضعين.
2- التسليم: أي قول المؤذن «السلام عليك يا رسول الله» بعد الأذان، وهو من بدع الروافض بمصر، وقد أنكرها العلماء، وأنها بدعة أحدثت بعد القرون المفضلة، ثم أنهم زادوا في الابتداع باسم التصلية قبل الأذان، انظرها بعد هذه.
3- ويلقبونه خطأ باسم: «التصلية» قبل آذان الفجر: وهي قول: «الصلاة والسلام عليك رسول الله» في أيام السلطان صلاح الدين بن أيوب بمصر، والشام، واستمر إلى سنة 767هـ، حتى نقله السلطان حاجي سنة 791هـ إلى آخر كل أذان، أو تلاوة قول الله تعالى: }إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ{ [الأحزاب: 56].
4- 16- «التذكير» و «التسبيح»، ويقال: «التسابيح» و «الإنشاد» و «الغزليات» و «الزهديات» و «التواشيخ» أحدثت في القرن الثامن، زمن السلطان صلاح الدين بن أيوب، تسمى «المرشدية» رتب لها جماعة قبل أذان الفجر.
و «التذكير»: قبل الأذان يوم الجمعة؛ ليتهيأ الناس لصلاتها، أحدث بعد عام 700 زمن الناصر ابن قلاوون، و «التذكير» قبل أذان العشاء ليلة الجمعة، وربما كان التذكير بقصيدة البرعي:
يا زائر قبر الحبيب محمد
وبعضهم يقول: «التذكير»: «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله».
وبعضهم يقول: }وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ{ الآية. [الإسراء: 111]، وقوله: «يا عفوا بجاه المصطفى كرمًا»([size=24][4]).[/size]
و «الدعاء» و «القراءة بالتلحين» و «التطريب»، ولهم في ذلك صنوف من الوعظ والتذكير، نثرًا، ونظمًا وطولاً وقصرًا، وجماعةً وفرادى، وقبل كل أذان، أو إلا المغرب، أو قبل أذان الفجر خاصة أو قبل أذان الجمعة بما يسمى: «التفكيرة الأولى، والثانية» وهكذا، وهذه من أقبح البدع والتزيد على الشرع المطهر، وتغيير شعائره الظاهرة، وقد تتابع إنكار العلماء لها من كل مذهب، ومن كل أفق، وزالت بحمد الله من كثير من المساجد، لكن ما زال لها بقية في بعض مساجد الشام، ومصر، حتى يومنا هذا رغم صدور فتاوى العلماء الناصحين بإنكارها من أهل تلك البلاد وغيرها.
17- «الاستعاذة والبسملة» قبل الأذان: وكل منها من البدع المحدثة التي لا أصل لها في الشرع في ألفاظ الأذان.
18- «ضرب الطبول» قبل وقت الأذان لإعلام المسلمين بقرب وقت الصلاة، ثم أداء الأذان: وهي بدعة محدثة، استحدثها من لا بصيرة له في «الفليبين» في عصرنا» وقد تتابعت كلمة العلماء والدعاة المصلحين على إنكارها، فتقلصت فيما بلغنا، والحمد لله رب العالمين.
19- «التنويه»: قبل الأذان يقول المؤذن: «الصلاة، الصلاة» وهي زيادة لم يأذن بها الله ولم يأذن بها رسوله صلى الله عليه وسلم.
* ثانيًا: في الأذان:
أدخل فيه من البدع والمحدثات ما يلي:
1- «التلحين والتطريب»: أي التغني به، وإيقاعه على نغم الألحان، وهذا محرم بالإجماع.
2- وهو «الأذان الجماعي»: وهو الذي كان يسمى: «أذان الجوق» أو «الأذان السلطاني» وهو أن يقوم أربعة من المؤذنين بأذان واحد، أحدث في خلافة هشام بن عبد الملك، وقد أبطله فاروق الأول في مصر، بفتوى الشيخ محمد مصطفى المراغي.
وكان الأذان الجماعي في المسجد الحرام، وفي المسجد النبوي الشريف، حتى أبطل في عام 1400هـ وقد أفردت في إنكاره جزءًا، والحمد لله رب العالمين.
3- «اللحن»: وهو أداء الأذان ملحونًا، لحنًا يحيل المعنى، فهذا محرم يبطل الأذان، وما دون ذلك فمكروه، وقد ذكرت سبعًا منها في أول حرف من «معجم المناهي اللفظية» عن الزركشي وغيرها في لفظ «الله أكبر» ومن اللحن في ألفاظ الأذان «حي على الصلاة» بكسر الياء وصوابه بفتحها مشددة اسم فعل أمر.
4- «المد الزائد عن الست حركات»: هذا غلط منتشر لدى عامة المؤذنين وهو الإفراط في المد ومعلوم أن أقصى المد ست حركات وما زاد عليها فهو تمطيط خارج عن حدود المشروع ولسان العرب فلينتبه لهذا.
5- «التثويب» هو الزيادة على ألفاظ الأذان في الإعلام بالصلاة ولا يثبت من هذا إلا لفظ «الصلاة خير من النوم» بعد الحيعلتين في الأذان الثاني للفجر وقد جرى الخلاف في جعل التثويب في الأذان الأول للفجر أو في الثاني والصحيح: أنه في الثاني وهو سنة، ويطلق التثويب على الإقامة للصلاة كما ورد في الحديث تسمية الإقامة تثويبًا.
ومن التثويب المبتدع: قول: «الصلاة خير من النوم» في غير أذان الفجر.
6- ومن «التثويب المبتدع: عود المؤذن إلى النداء بالصلاة بين الأذان والإقامة ببعض ألفاظ الأذان بأدائه فيكون إلحاق للأذان بما ليس منه أما الإيذان والإيقاظ والتنبيه بعد الأذان – وليس على هيئة الأذان – على الصلاة، فلا يدخل في التثويب المنهي عنه إذا لم يكن متصلاً بالأذان وقد ثبت أن بلالاً كان يؤذن النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة بعد الأذان وقبل الإقامة.
7- «التسويد»: أي زيادة لفظ: «سيدنا» في التشهد، واعلم أن لفظ «سيدنا» لم يرد في أي صيغة من صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرد في التشهد بأن سيدنا محمدًا رسول الله لا في الأذان ولا غيره، وفي أسماء سور القرآن الكريم «سورة محمد» ولم يسمها أحد قط باسم «سورة سيدنا أو السيد محمد».
8- 11- «حي على خير العمل»: زيادتها في الأذان مثل زيادة: «أشهد أن عليًا ولي الله»، ومثل: «حي على عترة محمد» وقول: «حي على خير العتر» فجميعها من بدع الشعية الزيدية والروافض لا يصح فيهما شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم وكل ما روي فيها فموضوع مختلف مصنوع ولا يلتبس عليك بما رواه البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما من أنه كان ينادي للصلاة بلفظ: «حي على خير العمل» ونحوه عن علي بن الحسين رضي الله عنهما ففي صحة هذا نظر لمنزلتهما من العلم والفقه في الدين ولا يخفى عليهما هدي النبي صلى الله عليه وسلم من فعل مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم في مكة والمدينة وقباء الذي توارثته الأمة وجرى عليه عمل المسلمين في سائر الأمصار والأعصار، ولو فرض صحته عنهما متنًا وسندًا فالحجة في هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا تجوز معارضته بغيره من أي كائنًا من كان ثم إن عليًا بن الحسين زين العابدين من أجلة التابعين رحمه الله تعالى فلا يعارض خبره المرسل بالهدي العام الموروث بين المسلمين، وأما المروي عن ابن عمر رضي الله عنهما فإن هذا كان منه بالسفر إذ كان لا يرى الأذان فيه ويفعله على سبيل الإيذان والتنبيه لا على أنه لفظ مسنون أما وقد أصبح شعارًا للرافضة فيجب هجره حتى ولو في المباح من الكلام وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
12- خلط الأذان بالتكبير والتسبيح.
* ثالثا: بعد الأذان:
ألحق بالأذن بعد الفراغ منه محدثات منها:
1- ما يلقبونه خطأً باسم «التصلية»: أي قول: «الصلاة والسلام عليك يا رسول الله» في آخر الأذان بعد كل أذان رافعًا صوته بها ومنهم من يقولها بلفظ: «الصلاة والسلام عليك يا أول الخلق وخاتم رسله» أو بألفاظ وصيغ أخرى.
أول من زادها في الأذان على المنابر: السلطان المنصور حاجي بن الأشرف شعبان بن حسين بن محمد فلاوون وذلك في شهر شعبان سنة 791هـ.
وانظر ما ساقه الشيخ علي محفوظ رحمه الله تعالى عن «الخطط» للمقريزي وعن غيره من كلام نفيس في تاريخ هذه البدعة وإنكارها، ومن العجب استمرار هذه البدعة إلى عصرنا مع نشر السنة والدعوة إليها ولا يلتبس عليك هذا بمشروعية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان سرًا بعد الإجابة وسؤال الوسيلة له صلى الله عليه وسلم.
2- «التثويب»: ومضى بيانه في البدع في الأذان.
3- «التصبيح»: هي قول المؤذن بعد الفراغ من أذان الصبح: «أصبح ولله الحمد» وهي بدعة أحدثت في المغرب في المائة السادسة وأفتى الشاطبي وغيره بإنكارها وإنها بدعة قبيحة.
4- «التحضير»: هي قول المؤذن بعد أذان الصبح: «حضرت الصلاة رحمكم الله» وهي من البدع المحدثة في المغرب يقولها المؤذنون جماعة بعد الأذان للفجر وهي بدعة لأنها إحداث ما لم يأذن به الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم.
ومنه قول بعض العامة بعد الفراغ من الأذان «الصلاة الصلاة» ويسمونه التنويه ومثله.
5- «التأهيب»: وهي قول المؤذن قبل صلاة الجمعة «الوضوء للصلاة» ويدورون بذلك على المنابر.
6- «الترقية»: وهي تلاوة المؤذن بعد الأذان الثاني يوم الجمعة لقول الله تعالى: }إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ{، ثم حديث: «إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة والإمام يخطب أنصت فقد لغوت».
7- «أمة خير الأنام»: وهو نظم ينشده المؤذنون بعد أذان الفجر.
8- «الترضي»: وهي قول المؤذن بعد أذان الفجر.
9- «قراءة العشر»: أي بعد الأذان.
* رابعًا: بدع الإجابة:
تقدم بيان السنن الخمس المشروعة لإجابة المؤذن وهناك محدثات وبدع لم يرد فيها حديث أصلاً أو ورد فيها ما لا يصح، منها:
1- قول: «أهلاً بذكر الله» عند سماع الأذان: لا أصل له في المروي فترتيبه بدعة أمات لو قاله الإنسان هكذا بدون ترتيب فلا يظهر به بأس.
قول: «مرحبًا بالقائلين عدلاً وبالصلاة مرحبًا وأهلاً»: روي أن عثمان رضي الله عنه كان يقول ذلك عند سماع المؤذن رواه ابن منيع وابن أبي شيبة كلاهما بسند ضعيف.
3- 7- قول: «الله أعظم والعز لله»، أو: «الله أكبر على كل من طغى وتجبر»، أو: «الله أكبر على كل من ظلمنا»، أو: «الله أكبر على أولاد الحرام»، أو: «الله أكبر على كل ظالم وظالمة».
وهكذا من ألفاظ تقال عند سماع أول الأذان، وهذه ألفاظ في نفسها سليمة لا شيء فيها، لكن في هذه الحال، بدعة لم يرد فيها دليل شرعي.
8- قول: «مرحبًا بحبيبي وقرة عيني محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم» ثم يقبل إبهامه عند قول المؤذن: «أشهد أن محمدًا رسول الله»: ولا يصح في هذا حديث قط.
9- قول: «اللهم اجعلنا مفلحين» عند قول المؤذن: «حي على الصلاح»: وفيها حديث رواه ابن السني بسند غريب فيه متروك.
10-15- زيادة: «الدرجة الرفيعة»، أو: «الدرجة العلية الرفيعة»، أو: «الدرجة العلية الرفيعة في الجنة آمين، أو: «يا أرحم الراحمين»: لا يثبت شيء من الألفاظ في عداء الوسيلة المتقدم في إجابة المؤذن.
أو: «أعط سيدنا محمدًا الوسيلة» هكذا وردت هذه الألفاظ في «شرح معاني الآثار» وهي لفظة لا أصل لها في شيء من طرق الحديث الصحيح المتقدم، فهي مدرجة.
قول: «اللهم افتح لنا أقفال قلوبنا بذكرك وأتمم علينا نعمتك من فضلك واجعلنا من عبادك الصالحين»: هذا اللفظ في إجابة المؤذن رواه ابن السني بسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه مرفوعًا: «إذا سمعتم المؤذن يؤذن فقولوا...» فذكره، وهو إسناد مسلسل بالمجاهيل، فلا يعمل به.
17- الزيادة في إجابة المؤذن بعد قوله: «وبالإسلام دينًا» بقول: «بالقرآن إمامًا، وبالكعبة قبلة، اللهم اكتب شهادتي في عليين..» وهي زيادة لدى البيهقي بسند غريب لا يعول عليه.
18- قول: «صدقت وبررت» زاد بعضهم: «وبالحق نطقت» في الجواب على التثويب في أذان الصبح: «الصلاة خير من النوم» ولا أصل لهذا الجواب، فلا يعمل به.
وأما الإقامة فقد علق بها أيضًا بعض البدع والمحدثات وهي كالتالي:
1- «الصمدية»: وهي: قراءة سورة الإخلاص، قبل الإقامة، بدعة لا أصل لها.
2- «التصلية» قبل الإقامة: أي قول: «اللهم صل على محمد» بدعة لا أصل لها.
3- «التسويد» أي زيادة لفظ: «سيدنا»([size=24][5]) عند قول المقيم: «أشهد أن محمدًا رسول الله» بدعة في الإقامة لا أصل لها.[/size]
وقد نبه أهل العلم على ألفاظ درجت بين الناس في إجابة الإقامة لا تصح ولا أصل لها، وهي:
1- «حقًا دائمًا وأبدًا لا إله إلا الله».
2- «صدقًا وعدلاً لا إله إلا الله».
3- «نعم لا إله إلا الله»، قول ذلك كله عند آخر الإقامة وأولها، في إجابتها، أو عند أول الأذان، أو آخره، بدعة لا أصل لها.
4- «أقامها الله وأدامها»، ويزيد بعضهم: «ما دامت السماوات والأرض»، ويزيد بعضهم: «واجعلني من صالح أعمالها» أو: «أهلها» قول ذلك في إجابتها عند قول المقيم: «قد قامت الصلاة» والحديث فيها ضعيف لا تقوم به حجة.
5- «اللهم رب هذه الدعوة التامة، وهذه الصلاة القائمة صل على محمد، وآته سؤله يوم القيامة»، روى ابن السني هذا الدعاء في «عمل اليوم والليلة» بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يقول إذا سمع المؤذن يقيم... فذكره، وهو موقوف ضعيف الإسناد.
6- «قائمين لله طائعين» قول ذلك عند القيام للصلاة، بدعة ولا أصل لها.
* * *
([1]) وهذا الفصل ذكره الشيخ العلامة الشيخ بكر أبو زيد – رحمه الله – والشيخ معروف بالتحقيق والتدقيق ولأهمية هذا الفصل رأيت أن أذكره مع تصرف يسير. ([2]) كشف المشكل لابن الجوزي (3/372)، وفتح الباري (2/87). ([3]) نعت محدث للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وهو مما ينهى عنه لاشتراكه مع المعنى المتبادر: التصلية بالنار ومن حق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته اجتناب اللفظ الموهم ولذا قالوا: تصلية في حقه تجتنب، وانظر المناهي اللفظية. ([4]) وهذا من جنس التوسل البدعي كما لا يخفى. ([5]) والنبي صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم كما قال عن نفسه: «أنا سيد ولد آدم ولا فخر»، غير أنه لم يكن يحب أن ينادى بها بل ناداه الله تعالى في القرآن بما يحبه، وهي مقام العبودية فقال: }
تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ{
[الفرقان: 1]، وقال }
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ{
[الإسراء: 1] وغير ذلك من الآيات. ولكن التقيد في الأذكار بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم هو السنة المعمول بها دون زيادة ولا نقصان عنه وأهل العلم قاطبة.