أعلنت ناسا في 2012 أنها كانت تعمل على بناء “محرك انبعاج زمكاني Warp Drive” قادر على السفر بسرعة ” أعلى من الضوء”. نحن الآن في 2015 وبعد مرور ثلاث سنوات على إعلان ناسا، يبدو واضحًا أن وكالة الفضاء الشهيرة لم تقم ببناء سفينة قادرة على تحقيق هذه السرعة بعد، لكن صار بإمكاننا الآن تصور ما قد تبدو عليه هذه السفينة، ويرجع الفضل في هذا إلى الفنان مارك رايدميكر.
إليكم السفينة “IXS Enterprise” التي تجمع بين صفات قرينتها الخيالية في سلسلة أفلام ستار تريك الشهيرة وكذلك مكوك ناسا الفضائي الحقيقي.
عمل رايدميكر بشكل لصيق مع عالم ناسا د. هارولد وايت (صاحب التخيل الأصلي) للخروج بتصورات مرئية لمركبة الفضاء. يأمل د. وايت وفريقه في ناسا في جعل السفر “الأسرع من الضوء” ممكنًا بالاستعانة بمحركات ألكيوبييري التي يعود اسمها للنظرية التي صاغها عالم الفيزياء الميكسيكي ميجيل ألكيوبييري، والتي تعمل بـ “حني” الزمكان أو الانبعاج الزمكاني. فبـ “فرد” الفضاء خلف السفينة و”كمشه” أمامها، يمكن لسفينة “IXS Enterprise” أن تعظم سرعات السفر الفضائي بشكل مذهل، بحيث تقلص الرحلة إلى كوكبة ألفا القنطور Alpha Centauri الذي يبعد عنا ٤٫٣ سنين ضوئية إلى أسبوعين فقط!
لكن كيف يعمل محرك ألكيوبييري Alcubierre Drive؟
1. البعد الرأسي يمثل مقدار الانكماش والتوسع لحجم معين من الزمكان داخل نموذج ألكيوبييري. القيم الموجبة (الحمراء) تشير إلى حدوث توسع. عندما يتوسع الزمكان خلف المركبة، فإنه يدفع السفينة إلى الأمام.
2. داخل فقاعة الانبعاع الحاصل، يحمي الزمكان المحايد السفينة من أي اضطرابات. لهذا، فما سيشعر به المسافرون هو التأثير اللطيف والمسالم لبيئة انعدام الجائبية Zero G.
3. القيم السلبية (الزرقاء) تشير إلى حدوث انكماش في الزمكان. يعمل هذا الانكماش على موازنة التوسع الحاصل في الزمكان بينما تتحرك الفقاعة إلى الأمام.
يقول رايدميكر أن تصميمه مستوحى من أعمال مات جيفريس للخيال العلمي والتي ترجع لحقبة الستينات في القرن الماضي. لكن وبينما جاء تخيل جيفريس لسفينة ستار تريك الشهيرة بجسم طويل وحلقات رفيعة، يقبع هيكل “IXS Enterprise” داخل حلقتين عملاقتين بما يكفي لتشغيل وإمداد محركات ألكيوبييري بالطاقة. لهذا، تعد مركبة الفضاء الجديدة أكثر ضخامة من أي سفينة قام جيفريس بتصميمها يومًا، مع أن سفن الأخير التخيلية لا يمكن وصفها بالصغيرة مطلقًا! لكم أن تتخيلوا مقياس الحجم هنا! وقد برر د. وايت التصميم الضخم قائلًا: “إذا ما كنتم ستتكبدون مشقة صنعها بهذه الضخامة، فستستطيعون حمل كل ما يخطر على بالكم بداخل هذه السفينة!”.
وإلى أن تعلن ناسا عن قفزة نوعية في أبحاثها حول محركات ألكيوبييري وتكنولوجيا السفر “أسرع من الضوء”، ستظل تصاميم رايدميكر مجرد تصورات تخيلية رائعو. مع هذا، تمنحنا تصاميم السفينة “IXS Enterprise” نظرة خاطفة على أنواع المركبات التي نأمل أن نستطيع استخدامها يوما في الترحال إلى عوالم بعيدة سعيًا وراء حياة متجددة وتأسيس حضارات جديدة.
(جميع الصور الواردة للمركبة التخيلية هي ملكية محفوظة للمصمم مارك رايدميكر.)