أحكام المسلم الجديد
تأليف الفقير إلى عفو ربه القدير
وليدبن راشد السعيدان
تأليف الفقير إلى عفو ربه القدير
وليدبن راشد السعيدان
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأسهد أن محمدا عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا ، ثم أما بعد :ــ
فإن من حق إخواننا المسلمين الجدد علينا أن نبين لهم شيئا من الأحكام المتعلقة بالداخل في الإسلام حديثا ، بالعبارة الواضحة المفهومة ، والاختصار الذي لا يخل بأصل المعلومة ، لأنهم محتاجون أشد الحاجة لتلعم ذلك ، ولقد رأيت الحاجة لمثل التأليف في ذلك كبيرة جدا ، بحكم أنني أتشرف كل سنة بالحج مع المسلمين الجدد الذين تصحبهم بعض مكاتب الدعوة والإرشاد ، جزى الله القائمين عليها خير الجزاء ، فأحببت أن أشارك أحبابي القائمين على هذه المكاتب بالتأليف في هذه المسائل المهمة ، وعسى أن أوفق لحسن الكتابة وموافقة الحق وتيسير العبارة وإيضاح الإشارة ، وأنا في هذه الوريقات إنما مجرد جامع فقط ، وإنما الفضل لله أولا وآخرا ثم لأهل العلم رحم الله أمواتهم وثبت أحياءهم ، وأسميت هذه الوريقات بــ (التعديد لأحكام المسلم الجديد) فالله أسأل أن ينفع به ويبارك فيه البركة تلو البركة ويجعله عملا خالصا لوجهه الكريم ، وأن يرزقه القبول التام ، يارب أسألك باسمك الأعظم أن تغفر لعلمائنا وأن تعاملهم بفضلك وجودك وإحسانك وكرمك ، وأن ترفع نزلهم في الفردوس الأعلى ، وأن تجزيهم عنا وعن الإسلام خير الجزاء ، وقد رأيت أن تكون الكتابة في هذه الوريقات على طريقة السؤال والجواب ، لأنها أسهل في الفهم ، وأحب للنفس ، وأقرب لتناول المعلومة ، وإلى المقصود حتى لا نطيل ، والله المستعان وعليه وحده التكلان ، فأقول وبالله التوفيق ومنه أستمد العون والفضل وحسن التحقيق :ــ
س1) ما الإسلام ؟
ج) الإسلام هو الاستسلام لله تعالى بالتوحيد ، والانقياد له بالطاعة ، والخلوص من الشرك .
س2) كيف يدخل العبد في الإسلام ؟
ج) يدخل العبد في الإسلام بأن يشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، فمن قال هذه الكلمة ، فقد دخل في الإسلام ،وهذا باتفاق العلماء.
س3) ما معنى شهادة أن لا إله إلا الله ؟
ج) معنى هذه الكلمة العظيمة أن العبد إن قالها فهو إقرار منه واعتراف أنه لا يستحق العبادة أحد إلا الله تعالى ، فالعبادات كلها حق لله وحده لا شريك ، فهو الإله الحق ، وكل ما عبد من دون الله تعالى فهو باطل ، كما قال تعالى " ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل " فلا يستحق أحد العبادة في هذا الكون إلا الله تعالى .
س4) وهل هذه الكلمة مهمة ؟
ج) نعم ، إنها أهم كلمة في هذا الوجود ، وأعظم كلمة ، فهي الكلمة التي بعث بها كل الرسل ، من أولهم نوح عليه السلام ، إلى آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم ، فكل الرسل بعثهم الله تعالى لدعوة أممهم لتحقيق هذه الكلمة ، قال تعالى " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون " وهي مفتاح الجنة ، وأول واجب ، ومن أجلها خلق الله الثقلين الإنس والجن ، ومن أجلها خلق الله تعالى السموات والأرض ، وما بينهما ، وهي الكلمة التي تعصم الدم والمال ، وهي الكلمة الفارقة بين المفلحين الموفقين السعداء ، وبين الخاسرين الخائبين التعساء ، وهي طريق للدخول في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ، فإنه يوم القيامة لا يؤذن له في أن يشفع إلا لأهل هذه الكلمة ، وهي شرط قبول الأعمال ، فلا يقبل الله من أحد عملا إلا إذا قالها مؤمنا بمعناها ومحققا لمقتضاها ، وأهلها هم أهل الاهتداء والسلامة والفرح في الدنيا والآخرة ، ولها فضائل كثيرة غير ذلك .
س5) هل يكتفى بقولها باللسان فقط ، أم أن هناك أشياء لا بد من تحقيقها حتى ينتفع قائلها بها ؟
ج) لا ، لا يكتفى بقولها باللسان فقط ، بل لا بد من تحقيق شروط الانتفاع بها ، وهي كما يلي :ــ
أ) أن يقولها وهو عالم بمعناها الذي تدل عليه ، وهو أنه لا معبود بحق في هذا الكون إلا الله تعالى ، قال تعالى " إلا من شهد بالحق وهم يعلمون " وقال صلى الله عليه وسلم " من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة " فمن قالها وهو جاهل بمعناها الذي تدل عليه فإنه لا ينتفع بها .
ب) أن يقولها مع الإخلاص ، أي لا يقولها من باب الرياء ولا السمعة ، ذلك لأن قولها عبادة ، والعبادة لا تصح إلا بالإخلاص ، وكذلك لا بد أن يقولها وهو متجرد عن كل ما ينافيها من الشرك فإن قولها مع الوقوع في الشرك لا ينفع ، قال الله تعالى " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء " وقال صلى الله عليه وسلم " أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه ".
ج) أن يقولها وهو مصدق بمعناها الذي دلت عليه من وحدانية الله في العبادة ونفي العبادة عما سواه وأما من قالها بلسانه وقلبه مكذب لمعناها فهو منافق ، ولا تنفعه هذه الكلمة ، قال تعالى " والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون " وقال صلى الله عليه وسلم " ما من عبد قال لا إله إلا الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار ".
د) أن يقولها وهو محب لها ومحب لله ومحب لرسوله صلى الله عليه وسلم ومحب لما يحبه الله ورسوله ، فالمحبة شرط في الانتفاع بها ، قال تعالى " والذين ءآمنوا أشد حبا لله " وقال صلى الله عليه وسلم " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولد والناس أجمعين " فحب الله تعالى وحب رسوله صلى الله عليه وسلم يجب تقديمه على حب النفس والولد والزوجة والبلد والقبيلة والمال وعلى كل شيء ، فلا يتحقق صدق إيمان المسلم إلا إذا كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما .
هــ) أن يقولها وهو متيقن التيقن التام بصحة معناها الذي دلت عليه ، فلا يجوز فيها الشك والريب ، قال تعالى " إنما المؤمنون الذين ءآمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا " وقال النبي صلى الله عليه وسلم " من قال لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة " فلا يستحق العبادة إلا الله جزما وقطعا من غير شك ولا تردد.
و ) القبول ، أي أن كلمة التوحيد لها لوازم ، فلا يصح الإيمان إلا أن يقبل قلبك كل لوازمها، فالصلاة والزكاة والحج والصوم والحكم بما أنزل الله ونحو ذلك كله من لوازمها ، والقبول عمل قلبي .
ز )الانقياد ، وهو عمل الجوارح ، فالقبول عمل القلب ، والانقياد عمل الجوارح ، ويتفاوت عمل الجوارح بحسب تفاوت القبول في القلب ، قال تعالى " ومن يسلم وجهه إلى الله فقد استمسك بالعروة الوثقى " وقال تعالى " وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له "
ح) الكفر بالطاغوت ، فلا بد من الكفر بجميع ما يعبد من دون الله ظلما وزورا ، قال تعالى " فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى " وقال صلى الله عليه وسلم " من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه إلا بحقه وحسابه على الله ".فهذه الشروط الثمانية هي شروط كلمة التوحيد التي لا يتم انتفاع المتكلم بها إلا بتحقيقها .
س6) ما الوصايا التي يوصى بها الداخل حديثا في الإسلام ؟
ج) أقول :ــ نوصي المسلم الجديد بعدة وصايا:ــ
1) أن يكثر من حمد الله تعالى وشكره والثناء عليه جل وعلا على أن هداه للدين الصحيح ، ويسر له اعتناقه ، واختاره من بين بقية الكفرة إلى أن يدخل في دينه ، ومن المعلوم أن نعمة الهداية من أجل النعم وأعظم المنن التي يمتن الله تعالى بها على عبده ، فهي أعظم من نعمة الأكل والشراب والهواء والنفس ، بل هي أكبر نعمة على الإطلاق ، وهذه النعمة الكبيرة العظيمة تحتاج إلى شكر كثير ، لأن الله تعالى يحب الشكر ويرفع الشاكرين ، وقد قال تعالى " وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد "
2) أن لا يمن على الله تعالى بإسلامه ، فلا يرى في نفسه العجب بإسلامه ، ولا ينسبه لحوله وقوته ، لأن الله هو المتفضل عليه بالإسلام ، قال تعالى " يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين " فالمسلم الصادق هو الذي لا يقوم في قلبه مقام المنة على ربه بإسلامه ، بل الصادق هو الذي يستشعر عظيم نعمة الله عليه بالهداية للإسلام .
3)أن يحرص الحرص الكامل على طلب العلم الشرعي الذي لا تصح عقيدته ولا عبادته إلا به ، فإن طلب هذا العلم واجب على كل مكلف ، ولا يجوز له أن يشتغل عنه بشيء مطلقا ،فإما أن يقرأ في ذلك بعض الكتب المعتمدة المترجمة إلى لغته ، ولا بد أن أتكون كتبا موثوقة المصدر موثوقة التأليف ،أو يلتحق ببعض الحلقات العلمية في مكاتب الدعوة والإرشاد ، المهم أنه لا بد أن يتعلم مهمات الدين من مسائل العقيدة ، كالتوحيد وحقيقة التوحيد وتفاصيل ذلك ، والشرك ووسائل الشرك وتفاصيل ذلك ، ويتعلم جملا من المسائل والأصول المهمة في توحيد الأسماء والصفات ، ويقبل على تعلم الصلاة وأركانها وشروطها وواجباتها ومبطلاتها وسننها ، والزكاة ومقاديرها والصوم وأحكامه ، والحج وما يتعلق به من الأحكام الفقهية ، ويتعرف على ما يحرم من المعاملات ، وما يحل منها ، ونحو ذلك من مسائل الشريعة المهمة ، وعليه أن يرتبط بمكتب الدعوة ارتباطا وثيقا ويكثر من زيارته والسؤال عما يشكل عليه ، ويستدل بهم على الكتب النافعة الجامعة في مثل هذه الموضوعات المهمة ، وأن لا يستقل بنفسه عن المكتب ، حتى يصلب عوده ، وترسخ قدمه في العلم .
4) أن يحرص على إيصال هذا الخير لمن قرب منه من زوجته وأولاده وأقربائه وجيرانه ، بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن ، وبكمال الحرص وإظهار الشفقة ، وبيان محاسن الإسلام ، لعل الله أن يهديهم على يديه ، ولينتبه من أهل الجدل والمعاندين ، وأهل التشكيك ، من بني قومه ، فلا يذهب إليهم ولا يخلو بهم ، لأنهم سلاح الشيطان ، وجنود إبليس .
5) أن يحرص على الارتباط بالمراكز الإسلامية في بلده إن كان في بلاد الكفر ، وأن يأخذ جدول مناشطهم ، ودروسهم ومحاضراتهم ، حتى يتابع هذه الجلسات أولا بأول ، ولا يفوته منها شيء ، وأن يعطيهم رقم هاتفه وأرقام الهواتف في الأماكن التي يكثر تواجده فيها حتى يتواصلوا هم معه ، ويزودونه بما عندهم من الكتب ونحوها ،ولا يغفل عن ذلك ، ولا يتساهل به ، فإن عائدته طيبة جدا ، لا سيما في أول فترات الإسلام .
6) أن يقبل على تعلم اللغة العربية والتي هي لغة الإسلام من القرآن والسنة ، فيقبل على تعلمها إقبالا كليا ، حتى يتقنها ويجيدها ، وهذا أمر لا بد منه ، بل يجعل هذا الأمر من أوائل اهتماماته بعد تعلم ما هو فرض عليه من علم الشريعة ، فإنه لن يذوق لذة الإسلام إلا إن قرأ القرآن والسنة بلغتها الأصلية .
7) أن يقبل على دراسة كتاب الله تعالى ، وأن يقرأ ترجمة موثوقة لمعانيه ، وأن يجعلها بجواره دائما ، وأن يكثر من تلاوته ، وتدبره والعمل بما فيه ، فإنه الخير كله والبر كله والفلاح كله والإحسان كله .
أن يحرص على إحسان إسلامه بفعل المأمورات ، وترك جميع المنكرات ، فإن من إحسان الإسلام ترك سائر المنكرات والتوبة منها ، فإن من أسلم وحسن إسلامه غفر له المغفرة الكاملة ، وصار إسلامه مكفرا لكل ذنوبه وخطاياه السابقة ، وتبدل سيئاته حسنات ، فلا ينبغي له بعد إسلامه أن يصر على ما كان يفعله قبل الإسلام من شرب الخمر مثلا ، أو فعل الفواحش ، أو أكل الربا ، أو الغش والكذب ، ونحو ذلك .
9) الإخلاص في إسلامه ، فلا يقصد بإسلامه شيئا من حطام الدنيا وملذاتها ، أو يرمي بإسلامه إلى تحصيل شيء من المال ، وإنما لا يقصد بإسلامه إلا الله تعالى والنجاة في الدار الآخرة ، وأنه إنما دخل في الإسلام لعلمه الأكيد أن الإسلام هو الدين الصحيح ، وأن ما سواه من الأديان باطل ، فإنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كان إسلامه لله تعالى فليبشر بالخير العظيم ، ومن كان إسلامه لدنيا يصيبها أو حطام يجمعه فإسلامه لما أسلم له ، فلا خير في إسلام قصد به غير وجه الله تعالى والدار الآخرة ، فالله الله بالإخلاص ، ومراقبة النية .
10) أن يكثر من دعاء الله تعالى بالثبات والتوفيق ، فإن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ، فادع الله ربك أن يثبتك على هذا الدين ، وأن يحفظك من مضلات الفتن ، ما ظهر منها وما بطن ، وأن يعصمك من الرجوع إلى الكفر بعد الهداية ، وفقنا الله وإياك لصالح القول وحسن العمل .
س7) هل يصح النطق بالشهادة بالإسلام بغير اللغة العربية ؟
ج) نعم يصح إسلامه بذلك ، لأن الإسلام مبناه على الإقرار ، فإن كان لا يحسن العربية ولا يفهم إلا لغته ، فلا حرج عليه أن يقولها بلغته التي يفهمها ، فالإسلام يصح بسائر اللغات ، بل لو لقن الأعجمي الشهادة باللغة العربية وهو لا يفهمها لما كفاه ذلك ، فكل ينطق الشهادة بما يعرفه من لغته بل حتى لو كان يعرف العربية ولقن الشهادة بلغته لكان إسلامه صحيحا ، فلا يشترط النطق بها باللغة العربية ، إلا أن الأكمل والأحسن هو أن يعرف معناها بلغته أولا ،ومن ثم ينطق بها باللغة العربية ، هذا أكمل ، لكن لو لم يفعل ذلك ونطق بها بلغته لصح إسلامه والحمد لله ، فإن الدين يسر ، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها .
س هل يصح الإسلام لو أتى بالشهادتين بغير اللفظ المعروف ؟
ج) نعم يصح إسلامه ، فلو قال ( أشهد أن لا إله إلا الرحمن ) أو قال ( لا إله غير الله ) أو قال (لا إله سوى الله ) أو قال ( أشهد أنه لا يستحق العبادة أحد إلا الله ) أو قال ( إن أبا القاسم رسول الله ) ويعني به النبي صلى الله عليه وسلم ، أو قال ( آمنت بالله وحده لا شريك له وكفرت بما يعبد من دونه ) فكل ذلك يصح معه إسلامه ، لحصول الإقرار والاعتراف بمقتضى الشهادتين ، وقد نقل النووي عن صاحب المنهاج أنه لا خلاف في ذلك ، لكن الأكمل والأحسن أن ينطق بالشهادتين باللفظ المعروف المشهور .
س9) هل يشترط في إسلامه أن يعلنه أمام الملأ ؟
ج) لا ، هذا ليس بشرط في صحة إسلامه ، بل لو أسلم فيما بينه وبين نفسه فنطق بالشهادة مقرا بها ومعتقدا لمعناها ، وهو لوحده لصح إسلامه ، ولو لم يعلم به أحد ، وإنما إعلانه لإسلامه حتى يعرف إخوانه المسلمون أنه أسلم فيعامل معاملة المسلمين ، فقط ، وأما أصل صحة الإسلام فإنه لا يشترط فيها أن يعلنها أمام الناس .
س10) هل يشترط في صحة الإسلام إخراج وثيقة الإسلام ؟
ج) لا ، هذا ليس بشرط ، بل إسلامه صحيح من حين أن ينطق بالشهادتين مقرا بمعناها معتقدا لمدلولها ، وأما وثيقة الإسلام فإنما هي أمور نظامية لا شأن لها بصحة الإسلام ، حتى يعطى بها ما يعطى المسلم ، فلو تأخر إصدارها فلا حرج عليه ، وإسلامه صحيح بدونها، والحمد لله .
س11) هل لا بد من إقراره مرة ثانية عند إصدار هذه البطاقة أو يكتفى بالإقرار الأول ؟
ج) لا ، لا يلزم ذلك ، بل يكتفى بالإقرار الأول ، فإسلامه صحيح بالإقرار الأول ، وأما تقريره مرة ثانية فإنه من باب الكمال فقط ، ولا شأن له بصحة الإسلام ، ولا ينبغي التشكيك في إسلامه أو التعنيف عليه في الإقرار الثاني ، حتى لا يكون ذلك ذريعة لأمور لا تحمد عقباها .
س12) من كان نصرانيا فأسلم فهل يكتفي بالنطق بالشهادتين أم لا بد من الإقرار بأن عيسى عبدالله ورسوله ؟
ج) بل يكتفى في إسلامه بالنطق بالشهادتين ، مقرا بها ومعتقدا لمعناها ، ولكن من باب الأكمل والأحسن أن يقر بأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، هذا من باب الكمال فقط ، وأما إسلامه فيصح بالنطق بالشهادتين وإن لم يزد عليها ذلك .
س13)ما الحكم لو أراد أن يقول في الشهادة ( محمدا) فقال ( مهمدا ) ؟
ج) إن قال ذلك وهو يريد عين النبي الأمي صلى الله عليه وسلم ولكن لم تساعده لغته في ذلك فلا حرج عليه ، وإسلامه صحيح ، لأن العبرة في القصد لا في مجرد اللفظ ، فإن بعض الأعاجم لا يقدر أن ينطق (الحاء) على وجهها الصحيح ، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها .
س14) ما الحكم لو لم يقل (أشهد ) وإنما قال ( لا إله إلا الله ، محمدا رسول الله ) ؟
ج) هذا كاف ، ولله الحمد ، ولفظ الشهادة بعينها ليس بلازم لصحة الإسلام ، لأن المعنى صحيح ، وهو أنه يقر بأنه لا يستحق العبادة إلا الله وأن محمدا هو رسول الله صدقا وحقا ، فإسلامه صحيح بدون لفظ ( أشهد ) لكن الأكمل والأحسن أن يأتي بلفظ ( أشهد ) .
س15) ما حكم التهنئة له بعد إسلامه ؟
ج) هذا من المهمات التي لها كبير الأثر في نفس المسلم الجديد ، لا سيما إن صاحبها إظهار الفرح والسرور والبكاء من الفرح ، فإنها تؤثر في نفسه أبلغ التأثير ، وسيكون لها في قلبه أعظم المكانة ، ولئن كنا نهنئه على الربح في التجارة ونعمة الولد فلأن نهنئه على نعمة الهداية للإسلام من باب أولى وأحرى ، ولقد استبشر الصحابة بإسلام عمر وبإسلام غيره ، وبتوبة الله على الثلاثة الذين خلفوا حتى ضاقت عليهم بما رحبت ، والصور كثيرة في ذلك .