منتدى سيف الله للإبداع

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد, يشرفنا أن تقوم بالدخول وذلك بالضغط على زر الدخول إن كنت عضوا بالمنتدى.أو التسجيل إن كنت ترغب بالإطلاع على مواضيع المنتدى والمشاركة في أقسام المنتدى فقط إضغط على زر التسجيل و شكرا لك

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى سيف الله للإبداع

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد, يشرفنا أن تقوم بالدخول وذلك بالضغط على زر الدخول إن كنت عضوا بالمنتدى.أو التسجيل إن كنت ترغب بالإطلاع على مواضيع المنتدى والمشاركة في أقسام المنتدى فقط إضغط على زر التسجيل و شكرا لك

منتدى سيف الله للإبداع

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى سيف الله للإبداع

منتدى سيف الله للإبداع


    القائد الفذ موسى بن نصير

    SeIfElLaH
    SeIfElLaH
    مجلس المدراء
    مجلس المدراء


    الأوسمة : القائد الفذ موسى بن نصير 0ea39110
    عدد المساهمات : 4497
    نقاط : 6387
    تاريخ التسجيل : 22/03/2010
    العمر : 47

    القائد الفذ موسى بن نصير Empty القائد الفذ موسى بن نصير

    مُساهمة من طرف SeIfElLaH الإثنين يناير 05, 2015 11:07 pm

    وضع المسلمين في الشمال الإفريقي
    دخل الإسلام بلاد الشمال الإفريقي قبل فتح الأندلس بسبعين سنة؛ أي سنة (22هـ=644م)، وكانت تسكن هذا الإقليم قبائل ضخمة تُسَمَّى قبائل الأمازيغ (البربر[1]) وهذه القبائل قبائل قوية الشكيمة شديدة البأس، وقد ارتدَّت عن الإسلام أكثر من مرَّة؛ فدارت الحروب بينها وبين المسلمين، وانتهت باستقرار الإسلام في هذا الإقليم أواخر عام (85 أو 86هـ= 704 أو 705م) على يد موسى بن نصير -رحمه الله.
    موسى بن نصير القائد ابن القائد (19-97هـ=640-716م)
    كان موسى بن نصير قائدًا بارعًا، تقيًّا ورعًا، ثَبَّت الله به أقدام الإسلام في هذه المنطقة المترامية الأطراف، وهو من التابعين، وقد روى عن بعض الصحابة مثل تميم الداري [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
    قال عنه ابن خلِّكان: كان عاقلاً كريمًا شجاعًا ورعًا تقيًّا لله تعالى، لم يُهزم له جيشٌ قطُّ[2]. أمَّا أبوه فهو نُصَير بن عبد الرحمن بن يزيد، وكان شجاعًا وممن شهد معركة اليرموك الخالدة، وكانت منزلته مكينة عند معاوية بن أبي سفيان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، وبلغ في الرتب أن كان رئيس الشرطة في عهد معاوية حين كان واليًا على الشام في خلافة عمر وعثمان، وفي روايات أخرى أنه كان رئيس حرس معاوية نفسه.
    [3][4] ولمَّا خرج معاوية لصفين لم يخرج نُصير معه، فقال له: ما منعك من الخروج معي؛ ولي عندك يدٌ لم تُكافئني عليها؟ فقال: لم يمكني أن أشكرك بكفري مَنْ هو أولى بشكري منك. فقال: مَنْ هو؟ فقال: الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. فأطرق مليًّا، ثم قال: أستغفر الله. ورضي عنه.
    [5][6]
    كذلك روى التاريخ لأمِّ موسى قصة بليغة في الشجاعة، فلقد شهدت هي -أيضًا- معركة اليرموك مع زوجها وأبيه، وفي جولة من جولات اليرموك التي تقهقر فيها المسلمون أبصرت أمُّ موسى رجلاً من كفار العجم يأسر رجلاً من المسلمين، تقول: "فأخذتُ عمود الفسطاط، ثم دنوت منه فشدخت به رأسه، وأقبلتُ أسلبه فأعانني الرجل على أخذه".
    [7] فمِن هذين الأبوين خرج مُوسَى بن نصير، الذي تربَّى في كنف القادة وقريبًا من بيت الخلافة مع أولاد معاوية وأولاد الأمراء والخلفاء، فنشأَ على حُبِّ الجهاد في سبيل الله ونشر الدين؛ حتى أصبح شابًّا يافعًا يتقلَّد الرتب والمناصب فكان على الخراج بالبصرة[8]، ثم تولى قيادة جيش البحر وغزا قبرص في عهد معاوية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [9]، ثم تولَّى إفريقية والمغرب[10] في عهد الوليد بن عبد الملك في عام 89 هـ، وقيل في عام 77 هـ.
    [11] من هنا كانت الفرصة مواتية لموسى بن نصير ليُنْجِزَ ما عجز السابقون عن إنجازه، فيُعيد الاستقرار لهذا الإقليم؛ فتوَجَّه –رحمه الله- ناحية المغرب وأعاد تنظيم القوات الإسلامية، وكانت البلاد في ذلك الوقت في قحطٍ شديد، فأمر الناس بالصوم والصلاة وإصلاح ذات البين، وخرج بهم إلى الصحراء. وأقام على ذلك إلى منتصف النهار، ثم صَلَّى وخطب في الناس ودعا، ولم يذكر الوليدَ بنَ عبد الملك، فقيل له: ألا تدعو لأمير المؤمنين؟!
    فقال: هذا مقام لا يُدعى فيه لغير الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، فسُقُوا حتى رَوَوا[12].
    موسى بن نصير يُثَبِّت دعائم الإسلام في إفريقيا
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]كان الهمُّ الأول لموسى بن نصير منذ أصبح واليًا على المغرب هو تثبيت دعائم الإسلام في هذا الإقليم، الذي ارتدَّ أهله عن الإسلام أكثر من مرَّة؛ ولكي يتمكَّن من ذلك كان عليه أن يعلم لماذا يرتدُّ الناس في هذا الإقليم عن الإسلام؟ وكيف يعودون لقتال المسلمين بعد أن كانوا مسلمين؟!
    أسباب الردة
    وفي بحثه عن أسباب هذه الردَّة المتكرِّرة وجد موسى بن نصير خطأين وقع فيهما مَنْ سبقوه:
    الخطأ الأول: هو أن عقبة بن نافع ومَن معه كانوا يفتحون البلاد فتحًا سريعًا، ثم يتوغَّلُون داخلها طمعًا في فتح أماكن أخرى كثيرة، دون أن يُوَفِّرُوا الحماية لظهورهم في هذه المناطق التي فتحوها؛ ومن ثَمَّ كانت النتيجة أن الأمازيغ (البربر) انتبهوا لهذا الأمر واستغلُّوه جيدًا؛ فانقلبوا على عُقبة وأحاطوا به وقتلوه، وحتى يتغلَّب على هذا الأمر بدأ مُوسَى بن نُصَير بفتح البلاد في أناةٍ شديدة، وفي هدوء وحذرٍ كحذر خالد بن الوليد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، فبدأ يتقدَّم خطوة ثم يُؤَمِّن ظهره، ثم خطوة أخرى ويُؤَمِّن ظهره، حتى أتمَّ الله عليه فتح هذا الإقليم مرَّة أخرى في سبع أو ست سنوات، بينما استغرق عقبة بن نافع في فتحه شهورًا معدودات.
    أمَّا الخطأ الثاني: فقد وجد أن سكان هذا الإقليم لم يتعلَّموا الإسلام جيدًا، ولم يعرفوه حقَّ المعرفة، فبدأ بتعليمهم الإسلام؛ فكان يأتي بعلماء التابعين من الشام والحجاز ليُعَلِّمُوهم الإسلام ويُعَرِّفُوهم به، فأقبلوا على الإسلام وأحبُّوه، ودخلوا فيه أفواجًا، حتى أصبحوا جند الإسلام وأهله بعد أن كانوا يُحاربون المسلمين، وهكذا عمل مُوسَى بن نُصَير على تثبيت دعائم الإسلام وتوطيدها في الشمال الإفريقي، وأتمَّ الله عليه فتح الإقليم بكامله عدا مدينة واحدة وهي مدينة سَبْتَة، فقد فتح ميناء طَنْجَة، ولم يفتح ميناء سبتة المماثل له في الأهمية؛ ولذلك ولَّى موسى بن نصير على ميناء طَنْجَة (القريب جدًّا من سَبْتَة والقريب في الوقت ذاته من الأندلس) أمهر قُوَّاده طارق بن زياد -رحمه الله.
    [13][14] طارق بن زياد
    لم يكن طارق بن زياد عربيًّا، بل كان من قبائل الأمازيغ (البربر) التي استوطنت الشمال الإفريقي، والتي كان يُمَيِّزُها اللون الأبيض والعيون الزرقاء والشعر الأشقر، بعكس ما يُتخَيَّل من كونهم يُشبهون الزنوج؛ حتى إن البعض ينسبونهم إلى أصول أوربية، وقد حمل طارقُ بن زياد القائدُ الفذُّ هذه الصفات الشكلية، إضافة إلى ضخامته الجسمية ووسامته الشديدة، التي لم تمنعه من الانشغال بحُبِّ الجهاد في سبيل الله، ونشر هذا الدين بالتقوى والعمل الصالح.
    [15] موسى بن نصير في التاريخ
    من هنا نرى أن موسى بن نصير -رحمه الله- قد تولَّى أمر بلاد المغرب وهي تضطرم نارًا، فكان أوَّل عمل له هو تأمين قواعد انطلاقه، ثم انصرف لإخماد الفتن، والقضاء على الثورات، وتصفية قواعد العدوان، وبناء المجتمع الإسلامي الجديد، ثم وجد بعد ذلك في إفريقية طاقاتٍ ضخمةً، وإمكاناتٍ جبَّارة؛ فأفاد من حرية العمل المتوفرة له، وانصرف إلى متابعة حشد القوات وتعبئتها وقيادتها من نصر إلى نصر، وإشراكها في شرف الفتوح وتحميلها أعباء نشر الإسلام.
    تبيَّن لنا بعد تلك الحوادث والفتن التي قضى عليها موسى بن نصير أنه كان من أعظم رجال الحرب والإدارة المسلمين في القرن الأول الهجري، وقد ظهرت براعته الإدارية في جميع المناصب التي تقلَّدَها، كما ظهرت براعته الحربية في جميع الحملات البرية والبحرية التي قادها، وقد ظهرت هذه المواهب واضحة جليَّة في حُكمِه لإفريقية؛ حيث كانت الحكومة الإسلامية تُواجه شعبًا شديد المراس، يضطرم بعوامل الانتفاض والفتنة، وإذا كان موسى قد أبدى في معالجة المواقف وإخماد الفتنة كثيرًا من الحزم والشدَّة، فقد أبدى في الوقت نفسه خبرة فائقة بنفسية الشعوب، وبراعة في سياستها وقيادتها[16].

    [1] كلمة البربر أُطلِقت بأربعة إطلاقات في أربعة عهود مختلفة، فأُطلقت في عهد (هومير) على القبائل المعقدة اللغة واللهجة حيثما وُجِدَتْ، وأُطلِقَت في عهد (هيرودوت) على الأمم الغريبة عن لغة اليونان وحضارتهم، وأُطلقت في عهد (بلتوس) على الروم ما عدا سكان روما، وأطلقها العرب في عهدهم على الأُمَّة التي تسكن الساحل الإفريقي -وهم المقصودون هنا- لأنهم يتكلمون بلغة ليست مفهومة للعرب، والعرب يُطلقون كلمة البربر على الأصوات المتجمعة غير المفهومة». انظر: الطاهر أحمد الزاوي: تاريخ الفتح العربي في ليبيا، ص20.
    [2] ابن خلكان: وفيات الأعيان 5/318 وما بعدها.
    [3] ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة 5/110، 6/496.
    [4] ابن خلكان: وفيات الأعيان 5/319.
    [5] اليَدُ: النعمة السابغة، والفضل، والإحسان، والمِنَّة. الجوهري: الصحاح، باب الواو والياء، فصل الياء 6/2540، وابن منظور: لسان العرب، مادة يدي 15/419، والمعجم الوسيط 2/1063.
    [6] ابن خلكان: وفيات الأعيان 5/319، والمقري: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب 1/240.
    [7] ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة 8/314.
    [8] الزركلي: الأعلام 7/330.
    ([9]) الذهبي: سير أعلام النبلاء 4/496.
    ([10]) إفريقية هي تونس الآن، والمغرب هي بلاد المغرب العربي الآن، الجزائر والمغرب. وكلمتي «إفريقية» والمغرب تعني بلاد الشمال الإفريقي ما عدا مصر، والجانب الشرقي من ليبيا.
    ([11]) ابن خلكان: وفيات الأعيان 5/319.
    ([12]) وابن خلكان: وفيات الأعيان 5/319، وابن كثير: البداية والنهاية 9/196، والمقري: نفح الطيب 1/239.
    ([13]) ابن عذاري: البيان المغرب 1/43، وابن خلدون: تاريخ ابن خلدون 6/110، والمقري: نفح الطيب 1/239، والناصري: الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى 1/152.
    [14] وهي الآن من مدن المغرب العربي التي تحتلها إسبانيا، وتقع على مضيق جبل طارق.
    [15] شوقي أبو خليل: فتح الأندلس ص20.
    [16] محمد عبد الله عنان: دولة الإسلام في الأندلس 1/59.
    SeIfElLaH
    SeIfElLaH
    مجلس المدراء
    مجلس المدراء


    الأوسمة : القائد الفذ موسى بن نصير 0ea39110
    عدد المساهمات : 4497
    نقاط : 6387
    تاريخ التسجيل : 22/03/2010
    العمر : 47

    القائد الفذ موسى بن نصير Empty رد: القائد الفذ موسى بن نصير

    مُساهمة من طرف SeIfElLaH الإثنين يناير 05, 2015 11:08 pm

    شهد التاريخ البشري قصص نجاحات تلهم كثيرين، ولعل أكثر هذه القصص تأثيرا تلك التي تتعلق بأشخاص عانوا من صعوبات لكنهم تحدوها ووقفوا أمام كل المعوقات التي واجهوها، لأنهم يؤمنون بأنهم يستطيعون تحقيق أفضل الإنجازات، وهذا ما أثبتته قصص لبعض هؤلاء الأشخاص الذين تركوا أثرا كبيرا على الحياة رغم إعاقاتهم المختلفة.


    ولد موسى بن نصير في سنة 19هـ في خلافة الفاروق عمر بن الخطاب في الحجاز، وكان والده ينسب إلى قبيلة بكر بن وائل التي كانت توجد في أرض الحيرة غربي الفرات، وكانت ولادته في زمن كان الزحف الإسلامي كاسحا.

    وكان موسى بن نصير قريبا من قلب عبد العزيز بن مروان، “والد عمر بن عبد العزيز” وجاء معه الى مصر، ونال ثقته، ثم طلب الخليفة إلى عبد العزيز أن يكون مستشارا لابنه بشير والي البصرة، وعندما مات بشير عاد عبد العزيز إلى مصر ليأخذ التاريخ على يديه مسارا آخر.

    أقنع عبد العزيز الخليفة أن يقود موسى بن نصير حملة في الشمال الإفريقي، ويستعيد ما فقده العرب في فتوحاتهم السابقة، واستطاع موسى بن نصير بذكائه الحاد وشجاعته أن يواصل الزحف حتى المحيط الأطلنطي، وانسحب البيزنطيون نهائيا من الشمال الإفريقي، وكان من طموحات موسى بن نصير أن يعبر المسلمون مضيق جبل طارق ويفتحوا الأندلس ثم جنوب فرنسا فإيطاليا ويستولوا على القسطنطينية ويعودوا إلى دمشق عاصمة الخلافة الإسلامية عن طريق أوروبا.

    موسى بن نصير الأعرج الذي يعفيه دينه من القتال، كان يشعر أن بداخله طاقة وقدرة خارقة على القتال ومواجهة الأعداء أقوى من أي صحيح، فلم يستسلم لعجزة أو لعرجه وأخذ يخطط لنفسه، فأخذ يحفظ القرآن ويتفقه في الدين ويدرب نفسه على أعمال القتال وحمل السلاح واستخدامه حتى صارت لديه قدرة فائقة على خوض المعارك.

    وأرسل موسى بن نصير قائده طارق بن زياد لفتح الأندلس، ثم تبعه بنفسه بعد ذلك ليتم فتح هذه البلاد ويدخل قلب أوروبا، وقد صور أحد المؤرخين حال الأندلس بعد الفتح الإسلامي بقوله: “وفي أقل من أربعة عشر شهرا قضى موسى بن نصير على مملكة القوط قضاء تاما، وفي عامين فقط وطدت سلطة المسلمين فيما بين البحر المتوسط وجبال البيرينيه، ولا يقدم لنا التاريخ مثلا آخر اجتمعت فيه السرعة والكمال بمثل ما اجتمعت في هذا الفتح”.

    وخرج موسى بموكبه الرائع من إشبيلية في ذي الحجة سنة 95 هجرية، بعد أربع سنوات من الجهاد المرير في غرب أوروبا، ومعه القائد طارق بن زياد في طريقه إلى دمشق، وعندما اقترب هذا الموكب المهيب من دمشق، جاءته رسالة من سليمان بن عبدالملك يطلب إليه الإبطاء في السير، لأن الخليفة كان يعاني المرض، وكان سليمان يريد أن يكون هذا الموكب بداية لعهده عندما يتولى أمر الخلافة بعد أخيه، ولكن موسى أصر على مواصلة سيره، ووصل دمشق قبل وفاة الوليد بأربعين يوما، وقد فرح الوليد حتى أنه برغم مرضه ذهب إلى المسجد، وخطب الناس وشكر الله على ما أفاء به على المسلمين في عهده من فتوحات وقابله الخليفة مقابلة تليق بالخدمات التي قدمها الرجل للإسلام والمسلمين، وكان دخول هذا الموكب الهائل في السادس عشر من جانفي عام 715م.

    ويقول عنه الجاحظ: ومن العرجان.. ثم من أصحاب الفتوح والزحوف.. موسى بن نصير. وقال أبوالحسن: رأى الوليد بن عبدالملك في المنام أن رجلاً من أهل الأندلس أعرج يكني أبا عبد الرحمن من أهل الجنة يفتح الله على يديه المغرب، فكتب إليه موسى بن نصير: أنام الله عينيك يا أمير المؤمنين.. أنا أبو عبد الرحمن وأنا موسى بن نصير وأنا أعرج.. وأنا فاتح الأندلس.


    ويقول الباحث الإسلامي حامد الجوجري: إننا أمام نموذج عبقري فذ لعب دورا خطيرا في نشر الاسلام في الشمال الإفريقي، كما أنه خطط لفتح الأندلس وشارك في فتحها مشاركة إيجابية بالرغم من هذا العرج الذي ولد وعاش به طوال حياته، واستطاع موسى بن نصير بذكائه الحاد وقدرته الإدارية تأمين مكاسب المسلمين، ثم ولّى موسى أحد قادته من البربر وهو طارق بن زياد مدينة طنجة مما أكسبه حب البربر وولاءهم، فاعتنقوا الإسلام وكانوا من المدافعين عنه فيما بعد، وتتبدى عبقرية موسى بن نصير عندما أقام قاعدة لصناعة السفن تحسباً لأي عدوان بحري من جانب الروم. وبهذا أصبح للمسلمين أسطول كبير في المغرب العربي يدعم الأسطول العربي في المشرق.

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
    SeIfElLaH
    SeIfElLaH
    مجلس المدراء
    مجلس المدراء


    الأوسمة : القائد الفذ موسى بن نصير 0ea39110
    عدد المساهمات : 4497
    نقاط : 6387
    تاريخ التسجيل : 22/03/2010
    العمر : 47

    القائد الفذ موسى بن نصير Empty رد: القائد الفذ موسى بن نصير

    مُساهمة من طرف SeIfElLaH الإثنين يناير 05, 2015 11:08 pm

    موسى بن نصير
    (وايم الله لا أريد هذه القلاع والجبال الممتنعة حتى يضع الله أرفعها، ويذل
    أمنعها، ويفتحها على المسلمين بعضها أو جميعها، أو يحكم الله لي، وهو خير الحاكمين).. ما أروع كلامك أيها القائد العظيم.
    في خلافة (عمر بن الخطاب) -رضي الله عنه- ولد (موسى بن نصير)
    سنة 19هـ/640م في قرية من قرى الخليل في شمال فلسطين تسمي (كفر مترى) فتعلم الكتابة، وحفظ القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، ونظم الشعر، ولما كان والده (نصير) قائدًا لحرس معاوية بن أبي سفيان ومن كبار معاونيه؛ تهيأت الفرصة لـ(موسى) لأن يكون قريبًا من كبار قادة الفتح، وأصحاب الرأي والسياسة، ويرى عن قرب ما يحدث في دار الخلافة .

    وشب موسى وهو يشاهد جيوش المسلمين تجاهد في سبيل الله، لنشر الدين الإسلامي في ربوع الأرض، ورأى والده وهو يستعد لإحدى الحروب، وقد لبس
    خوذته، وتقلد سيفه، فنظر إليه وأطال النظر، وتمنى أن يكون مثل أبيه يجاهد في سبيل الله ويرفع راية الإسلام، وجاءت اللحظة الموعودة لينال موسى قيادة بعض الحملات البحرية التي وجهها معاوية لإعادة غزو (قبرص) التي سبق أن فتحها معاوية في سنة 27هـ؛ فنجح في غزوها، وبنى هناك حصونًا، ثم تولى إمارتها، وفي سنة 53هـ (673م)، كان موسى أحد القادة الذين خرجوا لغزو جزيرة (رودس) التي انتصر المسلمون فيها.
    وتمر الأيام والسنون ويتولى مروان بن الحكم الخلافة، ويتحين موسى بن نصير الفرصة ليحقق أحلامه وطموحاته، ففي سنة 65هـ/ 684م أمر مروان بتجهيز الجيش للسير به نحو مصر، وزحف الجند مسرعين بقيادة ابنه (عبد العزيز) وصديقه
    (موسى بن نصير) ووصل الجيش إلى مصر، واستطاع مروان أن يضمها تحت لواء المروانيين الأمويين، ثم غادرها إلى دمشق بعد أن عين ابنه (عبد العزيز) واليًا، وجعل موسى بن نصير وزيرًا له.
    وعاش موسى مع عبد العزيز بن مروان في مصر، فكان موضع سره، ووزيره
    الأول، يساعده في حكم مصر، حتى ازدادت خبرة موسى في شئون السياسة
    والحكم، ومات مروان، وتولى الخلافة بدلاً منه ابنه (عبد الملك) وكان
    عبد العزيز بن مروان يشيد بشجاعة موسى وإخلاصه أمام الخليفة مما جعله يخص موسى بالحفاوة والتكريم.
    وفي يوم من الأيام حمل البريد رسالة من الخليفة إلى أخيـه عبد العزيز والي مصر يخبره فيها بأنه قد عين أخاه بشر بن مروان واليًا على البصرة، وجعل موسى بن نصير وزيرًا يساعده على إدارة الولاية ورئيسًا لديوان العراق، ومكن الله لموسى، وثبت أركان وزارته، فلم يمضِ وقت طويل، حتى عين الخليفة أخاه بشرًا على
    الكوفة، وبذلك ترك لموسى بن نصير ولاية البصرة ليدير شئونها وحده بوعي
    وبصيرة، ثم عَيَّنَه صديقه عبد العزيز بن مروان واليًا على شمال إفريقية بدلاً من
    حسان بن النعمان الذي غضب عليه عبد العزيز.
    وتمكن موسى في زمن قصير من تجهيز جيش إسلامي قوي قادر على النصر، وسار برجاله، ووقف بينهم خطيبًا، فقال بعد أن حمد الله وأثني عليه: إنما أنا رجل كأحدكم، فمن رأى مني حسنة فليحمد الله، وليحضَّ على مثلها، ومن رأى مني سيئة فلينكرها، فإني أخطئ كما تخطئون، وأصيب كما تصيبون.. ثم انطلق موسى بجيشه نحو المغرب حيث تزعزع الأمن هناك برحيل الأمير السابق حسان بن النعمان وقيام البربر بالعديد من الغارات على المسلمين.
    واستطاع موسى أن يهزم قبائل البربر التي خرجت عن طاعة المسلمين، ولما وصل إلى مدينة القيروان، صلى بالجند صلاة شكر لله على النصر، ثم صعد المنبر وخطب قائلاً: (وايم الله لا أريد هذه القلاع والجبال الممتنعة حتى يضع الله أرفعها، ويذل
    أمنعها، ويفتحها على المسلمين بعضها أو جميعها، أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين) وانتشرت جيوش (موسى بن نصير) في شرق المغرب وشماله تفتح كل ما يصادفها من الحصون المنيعة، حتى أخضع القبائل التي لم تكن قد خضعت بعد للمسلمين.
    وتطلع موسى إلى فتح (طنجة) التي كانت تحت سيادة الأمير الرومي
    (يوليان) فانطلق من قاعدته في القيروان بجيش كبير تحت قيادة طارق بن زياد حتى وصل إلى (طنجة) فحاصرها حصارًا طويلا وشديدًا حتى فتحها، وأقام للمسلمين مُدنًا جديدة فيها، وأسلم أهلها، وبعث موسى لصديقه عبد العزيز يبشره بالفتح، وأن خُمس الغنائم قد بلغ ثلاثين ألفًا، وجاءت الرسل إلى الخليفة في دمشق تزفُّ إليه خبر النصر، ففرح فرحًا شديدًا لانتصارات موسى، وكافأه على انتصاراته، ولم يكتفِ موسى بهذه الانتصارات، بل أخذ يجهز أسطولا بحريًّا، وأمر في الحال ببناء ترسانة بحرية في تونس، فجاء بصانعي المراكب، وأمرهم بإقامة مائة مركب.
    وبعد أن تمَّ له إنشاء السفن أمر جنوده بأن يركبوا السفن وعلى رأسهم ابنه
    عبد الله، ثم أمره بفتح جزيرة (صقلية) وسار عبد الله بن موسى بجند الحق حتى وصل إلى الجزيرة فدخلها، وأخذ منها غنائم كثيرة، حتى وصل نصيب الجندي مائة دينار من الذهب، وكان عدد الجنود المسلمين ما بين التسعمائة إلى الألف، ثم عـاد
    عبد الله بن موسى من غزواته سالمًا غانمًا، وبعث موسى قائده (عياش بن أخيل) على مراكب أهل إفريقية، ففتح جزيرة صقلية للمرة الثانية، واستولى على مدينة من مدنها تسمي (سرقوسة) وعاد منتصرًا.
    وفي سنة 89هـ بعث موسى بن نصير (عبد الله بن فرة) لغزو (سردينيا) ففتحها، وفي العام نفسه، جهز موسى ولده عبد الله، بما يحتاجه من جند وعتاد، ثم سار في
    البحر، ففتح جزيرتي (ميورقة) و(منورقة) وهما جزيرتان في البحر بين صقلية والشاطئ الأندلسي.
    وبدأ موسى بن نصير ينشر دين الله في المدن المفتوحة، ونجح في ذلك نجاحًا
    كبيرًا، وحكم بين أهل هذه البلاد بالعدل، لا يفرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح، فأحبوا الإسلام، واستجابوا لدعوة الحق، ودخلوا في دين الله
    أفواجًا، وتحولوا من الشرك والكفر إلى الإسلام والتوحيد بفضل الله أولا، ثم بجهود موسى وبطولاته.
    ولما ضمن موسى ولاء أهل المغرب واستمساكهم بدعوة الإسلام، أخذ يعد العدة لغزو جديد، وبينما هو يفكر في هذا الأمر إذ جاءه رسول من قبل طارق بن زياد يخبره بأن يوليان حاكم (سبته) عرض عليه أن يتقدم لغزو أسبانيا، وأنه على استعداد لمعاونة العرب في ذلك، وتقديم السفن اللازمة لنقل الجنود المسلمين، وبعث موسى إلى الخليفة الوليد بن عبد الملك يستشيره، فردَّ عليه الخليفة بقوله: (خضها أولاً بالسرايا يعني بقلة من الجنود حتى ترى وتختبر شأنها ولا تغرر بالمسلمين في بحر شديد الأهوال).
    فأرسل موسى رجلاً من البربر يسمى (طريف بن مالك) في مائة فارس وأربعمائة رجل، وركب هو وجنوده البحر في أربعة مراكب حتى نزل ساحل الأندلس فأصاب سبيًا كثيرًا ومالاً وفيرًا، ثم رجع إلى المغرب غانمًا سالمًا، وفي شهر رجب من
    عام 92هـ جهز موسى جيشًا خليطًا من العرب والبربر تعداده سبعة آلاف جندي بقيادة طارق بن زياد، وانطلق طارق بالجيش إلى أن وصل سبتة، وهناك خطط لعبور المضيق، وفي اليوم الخامس من شهر رجب سنة 92هـ (إبريل 710م) وبفضل الله كانت آخر دفعة من الجنود بقيادة طارق تعبر المضيق الذي حمل اسم طارق بن زياد منذ ذلك الوقت.
    ونزل طارق -قائد جيش موسى بن نصير- أرض الأندلس، وبعد عدة معارك فتح الجزيرة الخضراء، وعلم الإمبراطور (لذريق) بنزول المسلمين في أسبانيا من (بتشو) حاكم إحدى المقاطعات الجنوبية الذي بعث إليه يقول: أيها الملك، إنه قد نزل بأرضنا قوم لا ندري أمن السماء أم من الأرض، فالنجدة ..النجدة، والعودة على عجل.
    وزحف لذريق بجيش كبير ليوقف المسلمين عن الزحف، فأرسل طارق إلى
    موسى مستنجدًا، فأمده بخمسة آلاف من المسلمين على رأسهم طريف بن مالك وأكثرهم من الفرسان فأصبح تعداد جيش المسلمين اثني عشر ألفًا، وكان اللقاء الحاسم بين جيش المسلمين بقيادة طارق بن زياد، وجيش الإمبراطور لذريق
    يوم الأحد 28 من شهر رمضان المبارك عام 92هـ، واستمرت المعركة حوالي سبعة أيام، انتهت بانتصار المسلمين بفضل الله في معركة عرفت باسم معركة (شذونة) أو معركة (وادي البرباط).
    واصل طارق بن زياد فتوحاته في الأندلس، وخشي موسى بن نصير من توغله في أراضيها، فعبر إليه على رأس حملة كبيرة وأخذ القائدان يتمَّان فتح ما بقي من مدن الأندلس، وظل موسى يجاهد في سبيل الله حتى أصبحت الأندلس في قبضة
    المسلمين، وبعد أن انتهي موسى من فتوحاته ألحَّ عليه (مغيث الرومي) رسول الخليفة بالعودة إلى دار الخلافة في دمشق، فاستجاب له موسى، وبدأ يستعد لمغادرة الأندلس، وواصل موسى السير، حتى وصل إلى دمشق فاستقبله الوليد وأحسن استقباله، وتحامل على نفسه -وهو مريض- وجلس على المنبر لمشاهدة الغنائم وموكب الأسرى، فدهش الخليفة مما رأى وسجد لله شكرًا، ثم دعا موسى بن نصير وصبَّ عليه من العطر ثلاث مرات، وأنعم عليه بالجوائز.
    ولم يمضِ أربعون يومًا على ذلك حتى مات الوليد بن عبد الملك، وتولى الخلافة أخوه سليمان بن عبد الملك ومن يومها بدأت متاعب موسى بن نصير، فقد أراد سليمان أن يعاقب موسى بن نصير لخلاف بينهما فأمر به أن يظل واقفًا في حرِّ الشمس المتوهجة، وكان قد بلغ الثمانين من عمره، فلما أصابه حر الشمس وأتعبه الوقوف سقط مغشيًّا عليه، وبعدها اندفع موسى يقول في شجاعة مخلوطة بالأسى للخليفة سليمان بن عبد الملك: (أما والله يا أمير المؤمنين ما هذا بلائي ولا قدر
    جزائي).
    وعاش موسى في دمشق وهو راض عما نزل به من قضاء الله، وندم سليمان على
    ما فعله في حق موسى، وكان يقول: ما ندمت على شيء ندمي على ما فعلته
    بموسى، وأراد سليمان أن يكفر عن ذنبه، فاصطحب موسى بن نصير معه إلى
    الحج في سنة 99هـ، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة في أثناء الرحلة، وفرح شيخ المجاهدين بلقاء ربه بعدما قضى أعوامًا رفع فيها راية الجهاد.. فسلامًا عليك يا شيخ المجاهدين.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 5:21 pm