قاتل الله السحرة
السحر كان معروفا قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يخفى على الجميع مناظرة موسى مع فرعون وسحرته وغلبة الحق على الباطل، وأخبر الله عن كفر الشياطين حيث يعلمون الناس السحر في عهد سليمان –عليه السلام-.
فالسحر كفر، وحدُّ الساحر ضربه بالسيف جزاء إشراكه بالله، بفعله الطلاسم وتقربه لغير الله، والجناية على الناس وإيذائهم، فقاتل الله السحرة، إنهم فئة قذرة وطبقة سيئة يتكسبون المال من طرق كفرية شركية مع ما يفعلونه من إيذاء المساكين المسالمين، وإدخال الهم والغم والمرض في نفوسهم، وزعزعة أمنهم وإحلال النزاعات بينهم وتفكيك الأسر والعوائل.
والواجب على المسلمين التحذير منهم ومعاداتهم وتوعية الناس بخطرهم، وأن من ذهب إليهم لا تقبل له صلاة أربعين يوما، وأن من صدقهم فقد كفر بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم.
والواجب على المسئولين إقامة الحملات والدعايات لفضح هؤلاء السحرة وتعريف الناس بضررهم حتى يرسخ في قلوب الصغار قبل الكبار بغضهم وكراهيتهم.
وإننا والله لنحزن لما يحصل اليوم ن ذهاب المغفلين من عباد الله إليهم وطلب الشفاء منهم وخدش دينهم وضباع آخرتهم.
والواجب على ولاة الأمر إيقاف مثل هؤلاء المنخدعين عند حدهم وتعزيزهم بما يناسبهم، فلقد والله أصبح السحر وعلمه كشربة الماء عند بعض الناس، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
يتقرب الساحر إلى زعيم الجن بالذبح له من دون الله، ليقوم الزعيم بإرسال المردة السفهاء من الجن ليخدموا هذا الساحر على قدر سفهه وبُعده عن الله، فكلما ابتعد عن الرحمن تقرب إليه الشيطان.
ومن هؤلاء السحرة من يسمون (سُفليين)، أي أنهم بلغوا الغاية في الكفر والانحطاط، إلى درجة أن منهم من يلبس المصحف بقدمه ويدخل به إلى الحمام ويطأ به العذرة ليعلن تمرده على ربه وخالقه، فإنه لله وإنا إليه راجعون.
ومما يتقرب به الساحر إلى زعيم الجن ما يكتبه من الطلاسم الشركية التي يستغيث فيها بالزعيم من دون الله، وإليك أحد هذه الطلاسم التي منظرها يدل على مخبرها، ولا يشك صاحب العقل السليم أن مثل هذه الكتابات لا تصدر عن رجل عاقل يعالج بكلام الله تعالى، وإن كتب بعض الآيات ليخفي باطله على السذج من الخلق والذين في إيجادهم لله حكمه!!