بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعلنا من أمة القرآن الكريم، ويسر لنا حفظه وتلاوته، والصلاة والسلام على من نزل عليه قوله تعالى: ]وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا[ أما بعد:
فهذه خلاصة لأهم أحكام التجويد، على رواية حفص عن عاصم بن أبي النجود، أقدمها لكل راغب في الاستزادة من هذا العلم للاستعانة به على تلاوة كتاب الله تعالى، وفق القواعد التي ضبطها علماء هذا الفن المأخوذة من هدي المصطفى r، وقد أوجزت هذه الخلاصة ليسهل الإطلاع عليها، واستذكارها.
أسأل الله تعالى أن ينفع بها كل قارئ، وأن يوفقنا جميعًا إلى تلاوة كتابه حق التلاوة.
مقدمات مهمة
أ- تعريف التجويد في اللغة: التحسين.
وفي الاصطلاح: إخراج كل حرف من مخرجه مع إعطائه حقه ومستحقه.
(حق الحرف: صفاته الذاتية اللازمة له كالجهر والشدة...)، (ومستحق الحرف: صفاته العرضية التي تنشأ عن الصفات الذاتية كالتفخيم والترقيق..).
ب- حكمه:
العلم به: فرض كفاية. والعمل به: على قسمين:
1- فرض عين: وهو ما يتوقف عليه صحة النطق بالحرف، فالإخلال به يغير مبنى الكلمة أو يفسد معناها.
2- سنة: وهو ما يتعلق بالمهارة في إتقان النطق الصحيح، وذلك ببلوغ الغاية في تحقيق الصفات والأحكام، وضبط مقادير المدود ضبطًا دقيقًا ومراعاة المعاني الخفية في الوقوف فإن ذلك لا يدركه إلا المهرة.
ويرى جماهير القراء وجوب العمل بالتجويد مطلقًا أخذًا بعموم النصوص الآتية:
قال الله تعالى: ]وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا[ [المزمل: 4].
وقال تعالى: ]الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ[ [البقرة: 121].
وقال r: «من لم يتغن بالقرآن فليس منا» [رواه البخاري الفتح (9/68)].
قال ابن الجزري:
قواعده وقضاياه الكلية التي يتوصل بها إلى معرفة أحكام الجزئيات.
د- غايته:
صون اللسان عن اللحن في كلام الله تعالى.
هـ- فضل تلاوة القرآن الكريم:
1- قال تعالى: ]إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ[
[فاطر: 29، 30].
2- قال r: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»
[رواه البخاري (9/74، ح5027)].
3- وقال r: «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة» [رواه البخاري (13/518)، ومسلم (798)، جامع الأصول (8/503)].
و- آداب التلاوة:
1- الإخلاص في تلاوته.
2- الطهارة.
3- التعوذ قبل الشروع في التلاوة والبسملة في أوائل السور.
4- الإصغاء والإنصات وحضور القلب والخشوع والتدبر.
5- تحسين الصوت بالقرآن والترنم به والبكاء أو التباكي.
6- التخلق بأخلاق القرآن الكريم وعدم مخالفته.
قال بعض السلف (رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه).
ز- أركان القراءة الصحيحة:
1- موافقتها لوجه من وجوه اللغة العربية ولو ضعيفًا.
2- موافقتها للرسم العثماني ولو احتمالاً.
3- صحة سندها عن النبي r.
فإذا اختل ركن من هذه الأركان كانت القراءة شاذة.
قال ابن الجزري:
1- الترتيل: القراءة بتوءدة واطمئنان مع تدبر المعاني، وهي التي جاء بها القرآن في قوله تعالى: ]وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا[.
2- التحقيق: مثل الترتيل إلا أنه أكثر منه اطمئنانًا.
3- الحدر: الإسراع في القراءة مع مراعاة الأحكام.
4- التدوير: مرتبة متوسطة بين الترتيل والحدر.
ط- اللحن:
(وهو الخطأ والميل عن الصواب) وينقسم إلى قسمين:
1- لحن جلي: وهو خطأ يطرأ على الألفاظ فيخل بعرف القراءة، ويغير مبنى الكلمة كإبدال الطاء دالا أو ضم تاء (أنعمت).
وحكمه: حرام يأثم القارئ بفعله.
2- لحن خفي: خطأ يطرأ على الألفاظ فيخل بعرف القراءة ولا يغير مبنى الكلمة كترك الغنة وقصر الممدود ومد القصور... وهكذا.
حكمه: مكروه، وقيل محرم. وسمي خفيًا: لاختصاص أهل هذا الفن في معرفته.
ي- الاستعاذة:
حكمها: مستحبة وقيل واجبة وصيغتها المختارة (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
* أوجه الاستعاذة مع البسملة عند أول السورة:
1- قطع الجميع.
2- وصل الجميع.
3- قطع الأول ووصل الثاني بالثالث.
4- وصل الأول بالثاني مع الوقوف عليه وقطع الثالث.
أوجه البسملة بين كل سورتين ما عدا التوبة:
1- قطع الجميع.
2- وصل الجميع.
3- قطع الأول ووصل الثاني بالثالث.
4- ويمتنع وصل الأول بالثاني وقطع الثالث.
مخارج الحروف
- المخرج لغة: محل الخروج.
- اصطلاحًا: محل خروج الحرف وتمييزه عن غيره.
- إذا أردت أن تعرف مخرج الحرف فسكنه أو شدده وأدخل عليه همزة وصل محركة بأي حركة فحيث انقطع الصوت فهو مخرجه.
المخارج العامة خمسة هي:
أ- الجوف.
ب- الحلق.
ج- اللسان.
د- الشفتان.
هـ- الخيشوم.
وعدد مخارج الحروف التفصيلية سبعة عشر مخرجًا.
قال ابن الجزري:
أ- الجوف: (الخلاء الواقع داخل الحلق والفم).
وفيه مخرج واحد ويخرج منه حروف المد الثلاثة (الألف والياء والواو) وتلقب بالحروف الجوفية والمدية والهوائية والعلة.
ب- الحلق: وفيه ثلاثة مخارج.
1- أقصى الحلق (أ-هـ).
2- وسط الحلق (ع-ح).
3- أدنى الحلق (غ-خ). وتلقب بالحروف الحلقية.
ج- اللسان: وفيه عشرة مخارج:
1- أقصى اللسان قريبًا من الحلق (ق).
2- أقصى اللسان قريبًا من الفم (ك).
ويلقبان بالحروف اللهوية نسبة إلى اللهاة.
3- وسط اللسان ويخرج منه (ج- ش- الياء غير المدية) وتلقب بالحروف الشجرية.
4- إحدى حافتي اللسان مع ما يحاذيه من الأضراس العليا، ويخرج منه الضاد المعجمة، وهو أصعب الحروف مخرجا.
5- ما بين حافتي اللسان معًا، بعد مخرج الضاد وما يحاذيها من اللثة أي لحمة الأسنان العليا، وتخرج منه اللام.
6- طرف اللسان وما يحاذيه من لثة الأسنان العليا، تحت مخرج اللام قليلاً، تخرج منه النون المظهرة.
7- طرف اللسان مع ظهره مما يلي رأسه، ويخرج منه الراء.
وتلقب (ل-ر-ن) بالحروف الذلقية.
8- ظهر اللسان مع أصول الثنايا العليا، ويخرج منه (ط-د-ت) وتلقب بالحروف النطعية.
9- طرف اللسان مع رءوس الثنايا العليا، ويخرج منه (ظ-ذ-ث) وتلقب بالحروف اللثوية.
10- طرف اللسان مع ما بين الأسنان مع انفراج قليل، ويخرج منه (ص-ز-س) وتلقب بالحروف الأسلية والصفير.
د- الشفتان: وفيهما مخرجان:
1- بطن الشفة السفلى مع أطراف الثنايا العليا، ويخرج منه (ف).
2- أ: من بين الشفتين بانطباق ويخرج (م-ب).
ب- ومن بين الشفتين بانفتاح يخرج (و).
وتلقب (م-ب-و-ف) بالحروف الشفوية أو الشفهية.
هـ- الخيشوم: وفيه مخرج واحد وهو: الغنة.
* تنبيه هام:
اتفق حرفا الظاء والضاد في الصفات، باستثناء صفة الاستطالة في الضاد فقط. والضاد حرف قوي فخم، والظاء إلى القوة أقرب. واختلفا مخرجًا كما سبق. وأخطأ خطأ فاحشًا من جعل مخرجهما واحدًا، ولم يميز بينهما، وهذا اللحن يغير اللفظ والمعنى، وكلام الله عز وجل ينـزه عن هذا.
وما ذهب إليه ابن كثير رحمه الله تعالى من اغتفار الإخلال بتحرير ما بين الضاد والظاء فقد قصره على من لا يميز ذلك ثم قال: «وأما حديث أنا أفصح من نطق بالضاد فلا أصل له» ابن كثير 1/30، ومن الأخطاء الشائعة قلب الضاد دالاً مفخمة.
صفات الحروف
الصفة لغة: ما قام بالشيء من المعاني كالبياض والسواد.
واصطلاحًا: كيفية ثابتة للحرف عند حصوله في المخرج من جهر وشدة.
وعدد صفات الحروف: سبع عشرة صفة، وتنقسم إلى قسمين:
أ_ صفات لها ضد:
وهي عشر صفات (خمس ضدهن خمس):
1- الهمس وحروفه (فحثه شخص سكت) وضده الجهر وحروفه بقية الحروف.
2- الاستعلاء وحروفه (خص ضغط قظ) وضده الاستفال وحروفه الباقي.
3- الشدة وحروفها (أجد قط بكت) وضدها الرخاوة وحروفها الباقي ما عدا (لن عمر) فهي حروف التوسط.
4- الإطباق وحروفه (ص-ض-ط-ظ) وضد الانفتاح وحروفه الباقي.
5- الإذلاق وحروفه (فر من لب) وضده الإصمات وحروفه الباقي.
ب- صفات لا ضد لها:
وهي سبع صفات:
1- الصفير (س-ص-ز).
2- القلقلة (قطب جد).
3- اللين (و-ي) الساكنتان المفتوح ما قبلهما.
4- الانحراف (ل-ر).
5- التكرير (ر)، أي عدم تكرار الصوت بالراء.
6- التفشي (ش).
7- الاستطالة (ض).
ومعرفة المخرج للحرف بمنزلة الوزن والمقدار ومعرفة الصفة بمنزلة المحك والمعيار.
القلقلة
لغة: الاضطراب.
واصطلاحًا: اضطراب الصوت عند النطق بالحرف، حتى يسمع له نبرة خفيفة بحيث لا تنقلب فيه إلى حركة ظاهرة.
حروفها: (قطب جد).
شرطها: أن تكون ساكنة، سواء كان السكون أصليًا مثل (عبده) أو عارضًا مثل: (الفلق).
مراتبها:
1- أقواها عندما يكون الحرف ساكنًا موقوفًا عليه مشددا مثل: (الحق).
2- الساكن الموقوف عليه غير المشدد مثل: (خلاق).
3- الساكن الموصول مثل: (خلقنا). وهي القلقلة الصغرى.
كيفيتها: قيل أنها أقرب إلى الفتاح مطلقًا والأرجح أنها تابعة لما قبلها.
قال السمنودي:
أحكام النون الساكنة والتنوين
1- الإظهار الحلقي:
لغة: البيان.
اصطلاحًا إخراج كل حرف من مخرجه من غير غنة.
حروفه: ستة وهي: (أ-هـ-ع-ح-غ-خ).
أ- أقصى الحلق (ا-هـ).
ب- وسط الحلق (ع-ح).
ج- أدنى الحلق (غ-خ).
مثاله: (من عمل – منهم – واسع عليم).
2- الإدغام:
لغة: الإدخال.
اصطلاحًا: إدخال حرف ساكن في حرف متحرك، بحيث يصيران حرفًا واحدًا مشددًا من جنس الثاني.
حروفه: ستة: (يرمولن).
قال صاحب التحفة:
1- التماثل مع (ن).
2- التجانس مع (و-ي).
3- التقارب مع (الباقي). وقيل غير هذا.
أقسامه:
أ- إدغامه بغنة (ناقص):
حروفه أربعة: (ينمو).
مثاله: (ومن يعمل). ومعنى ناقص: ذهاب الحرف (النون) وبقاء صفه (الغنة).
ب- إدغام بغير غنة (كامل):
حروفه اثنان: (ل-ر).
مثاله: (من رب – همزة لمزة). ومعنى كامل: ذهاب الحرف والصفة جميعًا.
فائدة:
شرط الإدغام وقوعه في كلمتين، أما إذا اجتمعت النون الساكنة وحرف الإدغام في كلمة واحدة فإن الحكم: (إظهار مطلق) لعدم تقيده بحلقي أو شفوي أو قمري، وذلك في أربع كلمات: (صنوان – قنوان – بنيان – الدنيا). وسببه لئلا تلتبس بالمضاعف وكذلك الحكم في (يس والقرآن) و (ن والقلم) وسببه مراعاة للانفصال الحكمي.
3- الإقلاب:
لغة: التحويل.
اصطلاحًا: قلب النون الساكنة أو التنوين ميما مخفاة عند الباء.
حرفه: (ب).
علته: قرب مخرج الميم من حرف الباء وصعوبة الإتيان بالغنة عند الباء.
مثاله: (من بعد – سميعًا بصيرًا).
قال الجمزوري:
لغة: الستر.
اصطلاحًا: حالة متوسطة بين الإظهار والإدغام من غير تشديد، مع مراعاة الغنة.
حروفه: خمسة عشر وهي: أوائل كلمات قول الجمزوري:
مراتبه: ثلاث:
أ- أعلى عند (ط-د-ت).
ب- أدنى عند (ق-ك).
ج- أوسط عند الباقي.
مثاله: (من كان – من سبيل – شيئًا قليلاً).
فائدة:
الفرق بين الإدغام والإخفاء:
1- الإدغام مشدد والإخفاء غير مشدد.
2- الإدغام يكون في الحرف والإخفاء يكون عند الحرف.
3- الإدغام لا يكون إلا من كلمتين والإخفاء يكون من كلمة وكلمتين.
أحكام الميم الساكنة
1- الإخفاء الشفوي:
حرفه: (ب). مثاله: (ترميهم بحجارة – هم بارزون).
2- إدغام المثلين الصغير:
حرفه: (م). مثاله (عليهم مؤصدة – لهم ما يشاءون).
3- الإظهار الشفوي:
حروفه الباقية وهي ستة وعشرون حرفًا: مثاله: (أم حسبتم – هم في رحمة).
ملحوظة:
أشد ما يكون الإظهار الشفوي وضوحًا عند حرفين هما:
1- الواو مثل: (عليهم ولا الضالين).
2- الفاء مثل: (هم في رحمة – قم فأنذر). قال الجمزوري:
الغنة
صوت لذيذ مركب في جسم النون والميم يخرج من الخيشوم.
* الأحكام التي تدخل فيها الغنة:
1- الميم والنون المشددتان مثل: (أن-عم).
2- الإدغام بغنة (من يعمل).
3- إدغام المثلين الصغير (لهم ما يشاءون – لمن يشاء).
4- الإقلاب (من بعد).
5- الإخفاء الشفوي (ترميهم بحجارة).
6- الإخفاء الحقيقي (من كان).
قال الجمزوري:
1- المشدد.
2- المدغم.
3- المخفي.
4- الساكن المظهر.
5- المتحرك.
والظاهر من هذه المراتب في حالة التشديد والإدغام والإخفاء هو كمالها وتغن بمقدار حركتين.
أما في الساكن المظهر والمتحرك ففيهما أصل الغنة فقط.
قال السمنودي:
ترقق الغنة إذا أتى بعدها حرف استفال مثل: (من سبيل).
وتفخم إذا أتى بعدها حرف استعلاء مثل: (من قبل)
وقال صاحب السلسبيل الشافي:
قال السمنودي:
....... ويتبع الألف
[size=32]ما قبلها والعكس في الغن ألف
[/size]
الحمد لله الذي جعلنا من أمة القرآن الكريم، ويسر لنا حفظه وتلاوته، والصلاة والسلام على من نزل عليه قوله تعالى: ]وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا[ أما بعد:
فهذه خلاصة لأهم أحكام التجويد، على رواية حفص عن عاصم بن أبي النجود، أقدمها لكل راغب في الاستزادة من هذا العلم للاستعانة به على تلاوة كتاب الله تعالى، وفق القواعد التي ضبطها علماء هذا الفن المأخوذة من هدي المصطفى r، وقد أوجزت هذه الخلاصة ليسهل الإطلاع عليها، واستذكارها.
أسأل الله تعالى أن ينفع بها كل قارئ، وأن يوفقنا جميعًا إلى تلاوة كتابه حق التلاوة.
مقدمات مهمة
أ- تعريف التجويد في اللغة: التحسين.
وفي الاصطلاح: إخراج كل حرف من مخرجه مع إعطائه حقه ومستحقه.
(حق الحرف: صفاته الذاتية اللازمة له كالجهر والشدة...)، (ومستحق الحرف: صفاته العرضية التي تنشأ عن الصفات الذاتية كالتفخيم والترقيق..).
ب- حكمه:
العلم به: فرض كفاية. والعمل به: على قسمين:
1- فرض عين: وهو ما يتوقف عليه صحة النطق بالحرف، فالإخلال به يغير مبنى الكلمة أو يفسد معناها.
2- سنة: وهو ما يتعلق بالمهارة في إتقان النطق الصحيح، وذلك ببلوغ الغاية في تحقيق الصفات والأحكام، وضبط مقادير المدود ضبطًا دقيقًا ومراعاة المعاني الخفية في الوقوف فإن ذلك لا يدركه إلا المهرة.
ويرى جماهير القراء وجوب العمل بالتجويد مطلقًا أخذًا بعموم النصوص الآتية:
قال الله تعالى: ]وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا[ [المزمل: 4].
وقال تعالى: ]الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ[ [البقرة: 121].
وقال r: «من لم يتغن بالقرآن فليس منا» [رواه البخاري الفتح (9/68)].
قال ابن الجزري:
والأخذ بالتجويد حتم لازم
من لم يجود القرآن آثم
لأنه به الإله أنزلا
وهكذا منه إلينا وصلا
وهو أيضًا حلية التلاوة
وزينة الأداء والقراءة
وهو إعطاء الحروف حقها
من صفة لها ومستحقها
ج- مسائله:من لم يجود القرآن آثم
لأنه به الإله أنزلا
وهكذا منه إلينا وصلا
وهو أيضًا حلية التلاوة
وزينة الأداء والقراءة
وهو إعطاء الحروف حقها
من صفة لها ومستحقها
قواعده وقضاياه الكلية التي يتوصل بها إلى معرفة أحكام الجزئيات.
د- غايته:
صون اللسان عن اللحن في كلام الله تعالى.
هـ- فضل تلاوة القرآن الكريم:
1- قال تعالى: ]إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ[
[فاطر: 29، 30].
2- قال r: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»
[رواه البخاري (9/74، ح5027)].
3- وقال r: «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة» [رواه البخاري (13/518)، ومسلم (798)، جامع الأصول (8/503)].
و- آداب التلاوة:
1- الإخلاص في تلاوته.
2- الطهارة.
3- التعوذ قبل الشروع في التلاوة والبسملة في أوائل السور.
4- الإصغاء والإنصات وحضور القلب والخشوع والتدبر.
5- تحسين الصوت بالقرآن والترنم به والبكاء أو التباكي.
6- التخلق بأخلاق القرآن الكريم وعدم مخالفته.
قال بعض السلف (رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه).
ز- أركان القراءة الصحيحة:
1- موافقتها لوجه من وجوه اللغة العربية ولو ضعيفًا.
2- موافقتها للرسم العثماني ولو احتمالاً.
3- صحة سندها عن النبي r.
فإذا اختل ركن من هذه الأركان كانت القراءة شاذة.
قال ابن الجزري:
فكل ما وافق وجه نحو
وكان للرسم احتمالاً يحوي
وصح إسنادًا هو القرآن
فهذه الثلاثة الأركان
وحيثما يختل ركن أثبت
شذوذه لو أنه في السبعة
ح- مراتب القراءة:وكان للرسم احتمالاً يحوي
وصح إسنادًا هو القرآن
فهذه الثلاثة الأركان
وحيثما يختل ركن أثبت
شذوذه لو أنه في السبعة
1- الترتيل: القراءة بتوءدة واطمئنان مع تدبر المعاني، وهي التي جاء بها القرآن في قوله تعالى: ]وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا[.
2- التحقيق: مثل الترتيل إلا أنه أكثر منه اطمئنانًا.
3- الحدر: الإسراع في القراءة مع مراعاة الأحكام.
4- التدوير: مرتبة متوسطة بين الترتيل والحدر.
ط- اللحن:
(وهو الخطأ والميل عن الصواب) وينقسم إلى قسمين:
1- لحن جلي: وهو خطأ يطرأ على الألفاظ فيخل بعرف القراءة، ويغير مبنى الكلمة كإبدال الطاء دالا أو ضم تاء (أنعمت).
وحكمه: حرام يأثم القارئ بفعله.
2- لحن خفي: خطأ يطرأ على الألفاظ فيخل بعرف القراءة ولا يغير مبنى الكلمة كترك الغنة وقصر الممدود ومد القصور... وهكذا.
حكمه: مكروه، وقيل محرم. وسمي خفيًا: لاختصاص أهل هذا الفن في معرفته.
ي- الاستعاذة:
حكمها: مستحبة وقيل واجبة وصيغتها المختارة (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
* أوجه الاستعاذة مع البسملة عند أول السورة:
1- قطع الجميع.
2- وصل الجميع.
3- قطع الأول ووصل الثاني بالثالث.
4- وصل الأول بالثاني مع الوقوف عليه وقطع الثالث.
أوجه البسملة بين كل سورتين ما عدا التوبة:
1- قطع الجميع.
2- وصل الجميع.
3- قطع الأول ووصل الثاني بالثالث.
4- ويمتنع وصل الأول بالثاني وقطع الثالث.
مخارج الحروف
- المخرج لغة: محل الخروج.
- اصطلاحًا: محل خروج الحرف وتمييزه عن غيره.
- إذا أردت أن تعرف مخرج الحرف فسكنه أو شدده وأدخل عليه همزة وصل محركة بأي حركة فحيث انقطع الصوت فهو مخرجه.
المخارج العامة خمسة هي:
أ- الجوف.
ب- الحلق.
ج- اللسان.
د- الشفتان.
هـ- الخيشوم.
وعدد مخارج الحروف التفصيلية سبعة عشر مخرجًا.
قال ابن الجزري:
مخارج الحروف سبعة عشر
على الذي يختاره من اختبر
وهي:على الذي يختاره من اختبر
أ- الجوف: (الخلاء الواقع داخل الحلق والفم).
وفيه مخرج واحد ويخرج منه حروف المد الثلاثة (الألف والياء والواو) وتلقب بالحروف الجوفية والمدية والهوائية والعلة.
ب- الحلق: وفيه ثلاثة مخارج.
1- أقصى الحلق (أ-هـ).
2- وسط الحلق (ع-ح).
3- أدنى الحلق (غ-خ). وتلقب بالحروف الحلقية.
ج- اللسان: وفيه عشرة مخارج:
1- أقصى اللسان قريبًا من الحلق (ق).
2- أقصى اللسان قريبًا من الفم (ك).
ويلقبان بالحروف اللهوية نسبة إلى اللهاة.
3- وسط اللسان ويخرج منه (ج- ش- الياء غير المدية) وتلقب بالحروف الشجرية.
4- إحدى حافتي اللسان مع ما يحاذيه من الأضراس العليا، ويخرج منه الضاد المعجمة، وهو أصعب الحروف مخرجا.
5- ما بين حافتي اللسان معًا، بعد مخرج الضاد وما يحاذيها من اللثة أي لحمة الأسنان العليا، وتخرج منه اللام.
6- طرف اللسان وما يحاذيه من لثة الأسنان العليا، تحت مخرج اللام قليلاً، تخرج منه النون المظهرة.
7- طرف اللسان مع ظهره مما يلي رأسه، ويخرج منه الراء.
وتلقب (ل-ر-ن) بالحروف الذلقية.
8- ظهر اللسان مع أصول الثنايا العليا، ويخرج منه (ط-د-ت) وتلقب بالحروف النطعية.
9- طرف اللسان مع رءوس الثنايا العليا، ويخرج منه (ظ-ذ-ث) وتلقب بالحروف اللثوية.
10- طرف اللسان مع ما بين الأسنان مع انفراج قليل، ويخرج منه (ص-ز-س) وتلقب بالحروف الأسلية والصفير.
د- الشفتان: وفيهما مخرجان:
1- بطن الشفة السفلى مع أطراف الثنايا العليا، ويخرج منه (ف).
2- أ: من بين الشفتين بانطباق ويخرج (م-ب).
ب- ومن بين الشفتين بانفتاح يخرج (و).
وتلقب (م-ب-و-ف) بالحروف الشفوية أو الشفهية.
هـ- الخيشوم: وفيه مخرج واحد وهو: الغنة.
* تنبيه هام:
اتفق حرفا الظاء والضاد في الصفات، باستثناء صفة الاستطالة في الضاد فقط. والضاد حرف قوي فخم، والظاء إلى القوة أقرب. واختلفا مخرجًا كما سبق. وأخطأ خطأ فاحشًا من جعل مخرجهما واحدًا، ولم يميز بينهما، وهذا اللحن يغير اللفظ والمعنى، وكلام الله عز وجل ينـزه عن هذا.
وما ذهب إليه ابن كثير رحمه الله تعالى من اغتفار الإخلال بتحرير ما بين الضاد والظاء فقد قصره على من لا يميز ذلك ثم قال: «وأما حديث أنا أفصح من نطق بالضاد فلا أصل له» ابن كثير 1/30، ومن الأخطاء الشائعة قلب الضاد دالاً مفخمة.
صفات الحروف
الصفة لغة: ما قام بالشيء من المعاني كالبياض والسواد.
واصطلاحًا: كيفية ثابتة للحرف عند حصوله في المخرج من جهر وشدة.
وعدد صفات الحروف: سبع عشرة صفة، وتنقسم إلى قسمين:
أ_ صفات لها ضد:
وهي عشر صفات (خمس ضدهن خمس):
1- الهمس وحروفه (فحثه شخص سكت) وضده الجهر وحروفه بقية الحروف.
2- الاستعلاء وحروفه (خص ضغط قظ) وضده الاستفال وحروفه الباقي.
3- الشدة وحروفها (أجد قط بكت) وضدها الرخاوة وحروفها الباقي ما عدا (لن عمر) فهي حروف التوسط.
4- الإطباق وحروفه (ص-ض-ط-ظ) وضد الانفتاح وحروفه الباقي.
5- الإذلاق وحروفه (فر من لب) وضده الإصمات وحروفه الباقي.
ب- صفات لا ضد لها:
وهي سبع صفات:
1- الصفير (س-ص-ز).
2- القلقلة (قطب جد).
3- اللين (و-ي) الساكنتان المفتوح ما قبلهما.
4- الانحراف (ل-ر).
5- التكرير (ر)، أي عدم تكرار الصوت بالراء.
6- التفشي (ش).
7- الاستطالة (ض).
ومعرفة المخرج للحرف بمنزلة الوزن والمقدار ومعرفة الصفة بمنزلة المحك والمعيار.
القلقلة
لغة: الاضطراب.
واصطلاحًا: اضطراب الصوت عند النطق بالحرف، حتى يسمع له نبرة خفيفة بحيث لا تنقلب فيه إلى حركة ظاهرة.
حروفها: (قطب جد).
شرطها: أن تكون ساكنة، سواء كان السكون أصليًا مثل (عبده) أو عارضًا مثل: (الفلق).
مراتبها:
1- أقواها عندما يكون الحرف ساكنًا موقوفًا عليه مشددا مثل: (الحق).
2- الساكن الموقوف عليه غير المشدد مثل: (خلاق).
3- الساكن الموصول مثل: (خلقنا). وهي القلقلة الصغرى.
كيفيتها: قيل أنها أقرب إلى الفتاح مطلقًا والأرجح أنها تابعة لما قبلها.
قال السمنودي:
قلقلة (قطب جد) وقربت
للفتح والأرجح ما قبل اقتفت
كبيرة حيث لدى الوقف أتت
أكبر حيث عند وقف شددت
للفتح والأرجح ما قبل اقتفت
كبيرة حيث لدى الوقف أتت
أكبر حيث عند وقف شددت
أحكام النون الساكنة والتنوين
1- الإظهار الحلقي:
لغة: البيان.
اصطلاحًا إخراج كل حرف من مخرجه من غير غنة.
حروفه: ستة وهي: (أ-هـ-ع-ح-غ-خ).
همزٌ فهاءٌ ثم عينٌ حاءُ
مهملتان ثم غينٌ خاءُ
مخارجه: (3):مهملتان ثم غينٌ خاءُ
أ- أقصى الحلق (ا-هـ).
ب- وسط الحلق (ع-ح).
ج- أدنى الحلق (غ-خ).
مثاله: (من عمل – منهم – واسع عليم).
2- الإدغام:
لغة: الإدخال.
اصطلاحًا: إدخال حرف ساكن في حرف متحرك، بحيث يصيران حرفًا واحدًا مشددًا من جنس الثاني.
حروفه: ستة: (يرمولن).
قال صاحب التحفة:
والثانِ إدغامٌ بستةٍ أتت
في يرملون عندهم قد ثبتت
علله:في يرملون عندهم قد ثبتت
1- التماثل مع (ن).
2- التجانس مع (و-ي).
3- التقارب مع (الباقي). وقيل غير هذا.
أقسامه:
أ- إدغامه بغنة (ناقص):
حروفه أربعة: (ينمو).
مثاله: (ومن يعمل). ومعنى ناقص: ذهاب الحرف (النون) وبقاء صفه (الغنة).
ب- إدغام بغير غنة (كامل):
حروفه اثنان: (ل-ر).
مثاله: (من رب – همزة لمزة). ومعنى كامل: ذهاب الحرف والصفة جميعًا.
فائدة:
شرط الإدغام وقوعه في كلمتين، أما إذا اجتمعت النون الساكنة وحرف الإدغام في كلمة واحدة فإن الحكم: (إظهار مطلق) لعدم تقيده بحلقي أو شفوي أو قمري، وذلك في أربع كلمات: (صنوان – قنوان – بنيان – الدنيا). وسببه لئلا تلتبس بالمضاعف وكذلك الحكم في (يس والقرآن) و (ن والقلم) وسببه مراعاة للانفصال الحكمي.
3- الإقلاب:
لغة: التحويل.
اصطلاحًا: قلب النون الساكنة أو التنوين ميما مخفاة عند الباء.
حرفه: (ب).
علته: قرب مخرج الميم من حرف الباء وصعوبة الإتيان بالغنة عند الباء.
مثاله: (من بعد – سميعًا بصيرًا).
قال الجمزوري:
والثالث الإقلابُ عند الباءِ
ميما بغنة مع الإخفاء
4- الإخفاء:ميما بغنة مع الإخفاء
لغة: الستر.
اصطلاحًا: حالة متوسطة بين الإظهار والإدغام من غير تشديد، مع مراعاة الغنة.
حروفه: خمسة عشر وهي: أوائل كلمات قول الجمزوري:
صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما
دم طيبا زد في تقى ضع ظالما
علته: توسط المخرج.دم طيبا زد في تقى ضع ظالما
مراتبه: ثلاث:
أ- أعلى عند (ط-د-ت).
ب- أدنى عند (ق-ك).
ج- أوسط عند الباقي.
مثاله: (من كان – من سبيل – شيئًا قليلاً).
فائدة:
الفرق بين الإدغام والإخفاء:
1- الإدغام مشدد والإخفاء غير مشدد.
2- الإدغام يكون في الحرف والإخفاء يكون عند الحرف.
3- الإدغام لا يكون إلا من كلمتين والإخفاء يكون من كلمة وكلمتين.
أحكام الميم الساكنة
1- الإخفاء الشفوي:
حرفه: (ب). مثاله: (ترميهم بحجارة – هم بارزون).
2- إدغام المثلين الصغير:
حرفه: (م). مثاله (عليهم مؤصدة – لهم ما يشاءون).
3- الإظهار الشفوي:
حروفه الباقية وهي ستة وعشرون حرفًا: مثاله: (أم حسبتم – هم في رحمة).
ملحوظة:
أشد ما يكون الإظهار الشفوي وضوحًا عند حرفين هما:
1- الواو مثل: (عليهم ولا الضالين).
2- الفاء مثل: (هم في رحمة – قم فأنذر). قال الجمزوري:
واحذر لدى واو وفا أن تختفي
لقربها والاتحاد فاعرف
لقربها والاتحاد فاعرف
الغنة
صوت لذيذ مركب في جسم النون والميم يخرج من الخيشوم.
* الأحكام التي تدخل فيها الغنة:
1- الميم والنون المشددتان مثل: (أن-عم).
2- الإدغام بغنة (من يعمل).
3- إدغام المثلين الصغير (لهم ما يشاءون – لمن يشاء).
4- الإقلاب (من بعد).
5- الإخفاء الشفوي (ترميهم بحجارة).
6- الإخفاء الحقيقي (من كان).
قال الجمزوري:
وغن ميمًا ثم نونًا شددا
وسم كلاً حرف غنة بدا
مراتب الغنة:وسم كلاً حرف غنة بدا
1- المشدد.
2- المدغم.
3- المخفي.
4- الساكن المظهر.
5- المتحرك.
والظاهر من هذه المراتب في حالة التشديد والإدغام والإخفاء هو كمالها وتغن بمقدار حركتين.
أما في الساكن المظهر والمتحرك ففيهما أصل الغنة فقط.
قال السمنودي:
وغُنَّ في نون وميم باديًا
إن شددا فأدغما فأخفيا
فأظهرا فحركا وقدرت
بألف لا فيهما كما ثبت
فائدة:إن شددا فأدغما فأخفيا
فأظهرا فحركا وقدرت
بألف لا فيهما كما ثبت
ترقق الغنة إذا أتى بعدها حرف استفال مثل: (من سبيل).
وتفخم إذا أتى بعدها حرف استعلاء مثل: (من قبل)
وقال صاحب السلسبيل الشافي:
وفخم الغنة إن تلاها
حروف الاستعلاء لا سواها
بينما الألف يتبع ما قبله تفخيمًا وترقيقًا مثل: (الحاقة – القارعة).حروف الاستعلاء لا سواها
قال السمنودي:
....... ويتبع الألف
[size=32]ما قبلها والعكس في الغن ألف
[/size]